الأحد، 24 مايو 2009

من هو البرلماني الصحفي ابراهيم قار علي؟



أصغر رؤساء التحرير في الجزائر: فرضت نفسي بالمهنية والأخلاق والاحترام
تولى قيادة أكبر الصحف المحلية عندما كان عمره 24 عاما

أبو طالب شبّوب
إبراهيم قارعلي صحافي أصبح رئيس تحرير عندما كان عمره 24 سنة فقط، وحافظ على منصبه في كل الصحف التي تنقّل بينها، حاليا يبلغ 38 عاما ويشغل منصب نائب رئيس تحرير في ثاني اكبر صحف الجزائر (الشروق اليومي وتوزع 250 ألف نسخة يوميا)، وعلى الرغم من ابتعاده عن المسؤولية المباشرة إلا انه يبقى مشغولا حيث قال ان لا وقت لديه لجلسة حوار، فما كان من حلّ أمامنا سوى ملاحقته بين قاعات التحرير. نطرح أسئلتنا ويطلق أجوبته. السؤال الأبرز هو: كيف وصل الى اعلى منصب في الصحافة في عمر مبكر للغاية؟، وكيف تعامل الناس معه؟، وكيف كانت ردة فعله، اضافة الى ذلك، فإبراهيم خبير في حال الصحافة في الجزائر فكان لا بد من سؤاله عن ذلك أيضا، وفي ما يلي نص الحوار الذي جرى في الجزائر: > لا بد من سؤالك، كيف تعاملت مع من نظر اليك في هذا المنصب نظرة سلبية لكونك صغيرا في السن نسبيا؟ ـ أن تكون رئيس تحرير اصعب من ان تكون رئيس جمهورية خصوصا في سن مبكرة، فستوضع نتيجة لذلك في العديد من المواقف الصعبة وهذا الذي حصل معي مرارا، لكني تعلمت ان الاسلوب الوحيد لفرض نفسي هو ان اكون شخصا محترما ومهنيا واخلاقيا لأبعد الحدود. فبهذا الشكل وحده يمكن ان تحول الاستصغار والدونية الى نظرة احترام وتبجيل. ولن أخجل من البوح لكم بأنني كنت اتفادى الكثير من القراء الذين يأتون للبحث عني في الجريدة، لأنهم يفاجأون برؤيتي وتصطدم صورتي في اذهانهم بشكلي في الواقع، حيث يعدني بعضهم من كبار اعمدة الصحافة الجزائرية ويتخيلون انني شيخ اشيب او كهل اصلع، وهذه الصورة تسقط لمجرد رؤيتي واخشى ان يؤثر شكلي فيهم. > كيف وصلتم رئاسة التحرير في تلك السن الصغيرة؟
ـ لقد مارست منصب رئيس التحرير لأكثر من عشر سنوات، وفي جرائد كثيرة، وبالنسبة إلى الجرائد اليومية، فقد كنت أصغر رئيس تحرير في أكبر جريدة يومية في وقتها. وقد لا يهمني ذلك فالمفارقة أن الصحافيين يختمون مسارهم المهني برئاسة التحرير، ولكنّي أكاد أمثل حالة استثنائية في الصحافة الجزائرية فقد بدأت مسيرتي الصحافية برئاسة التحرير.
إنني لا أتكلم بنوع من النرجسية، لكنها ملاحظة أساتذة كلية الإعلام في الجزائر، حتى أن أحد هؤلاء الأساتذة الذين تعلمت على أيديهم فنيات الكتابة الصحافية قد قال عني إن منصب رئيس التحرير بالنسبة إليّ هو وظيفة أصلية لا ترقية! > لكن كيف وصلت الى هذا المنصب؟ ـ لقد وصلت الى رئاسة التحرير لا بالانقلاب ولا بالانتخاب وإنما اوصلني قلمي لهذه المسؤولية وتعلمت ان احافظ على هذا القلم لكي يدوم احترام الناس لي حتى وان زالت المسؤولية. > هل من السهل أن تكون رئيس تحرير في الجزائر؟
ـ كان من الصعب في بداية التجربة الإعلامية الحرة أن تكون رئيس تحرير في الجزائر لأن الأمر كان يتعلق بالمهنية وبالاحتراف، لكن بعدما انتكست الصحافة الجزائرية قد أصبح من السهل جدا أن تصبح رئيس تحرير، ربما لأجل ذلك أصبحت أصف رئيس التحرير برجل المهمات القذرة، وربما لأجل ذلك قد آن لي أن أستريح من هذه المهمة القذرة! > تحدثت عن صحافيين برتبة جنرالات ومواطنين بدرجة رؤساء، هل هنالك صحف تستطيع إقالة الرؤساء في الجزائر؟
ـ حدث أن غُرّر بالصحافيين في أحد الانتخابات الرئاسية، واعتقد الصحافيون أو توهموا بأنهم يستطيعون إيصال هذا المترشح إلى القصر الرئاسي، هم في الحقيقة وضعوا أنفسهم مكان المواطنين وانتخبوا بدلا عنهم! هكذا انحرف هؤلاء الصحافيون عن رسالتهم الإعلامية المقدسة.
لو كانت الصحافة الجزائرية هي التي تصنع الرؤساء، حقا لكانت تستطيع أن تقيلهم. فإذا كانت السلطة هي نفسها قد خلقت هذه الصحافة، فكيف بهذه الصحافة تتحول إلى آلهة تُجلس فوق عرش السلطة من تشاء! > مارست الصحافة بشاعرية، والشعر بـ «تصحيف» هل من تناقض بينهما؟
ـ أبدا، لا أرى هنالك أي تناقض، كثير من مقالاتي الصحافية تشبه قصائدي الشعرية، ربما أكون قد حاولت ذات مرة أن أكتب شعرا فتمخضت القصيدة عن مقالة صحافية، وقد يحدث لي عكس ذلك، فأكون صحافيا مع القصيدة مثلما أكون شاعرا مع المقالة الصحافية.
> كيف ترى مستقبل الصحف الجزائرية؟
ـ إن المستقبل يتحدد على ضوء الحاضر الذي هو نتاج الماضي وحين نعرف من أين جاءت هذه الصحف نستطيع أن نعرف إلى أين تتجه ومع ذلك فإنني اتطلع إلى غد مشرق للصحافة الجزائرية، حيث لا يبقى في الساحة الإعلامية غير الجرائد المهنية، وهنا أراهن على الصحافيين أنفسهم لا على غيرهم.
إن الصحافة التي جاءت مع الريح، لا بد أن تذهب معها، وتتناثر أوراقها مثل أوراق الخريف الذي كان يعصف بالجزائر أول مرة! > باعتباركم واحدا من أصغر رؤساء التحرير في الجزائر، كيف تقدمون الصحافة الجزائرية للقارئ العربي؟
ـ الصحافة الجزائرية ظهرت خلال فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر الذي أخذ طابعا استيطانيا، فكانت هناك جرائد للمستوطنين الفرنسيين وجرائد أخرى للأهالي الذين هم الجزائريون، بل إن كلمة الجزائريين لم تكن في ذلك الوقت تطلق على الجزائريين سكان الأرض الحقيقيين ولكنها كانت تطلق على الفرنسيين الذين يحتلون الجزائر ويسكنون فوق أراضيها المحتلة! وللأسف الشديد أن الجرائد التي ظهرت خلال الاحتلال لم تعد إلى الصدور، مع الاستقلال وكأنها ذهبت مع الاحتلال إلى غير رجعة، حيث احتكرت الدولة المستقلة إصدار المطبوعات، فكانت الصحف إما تابعة للحكومة أو للحزب الحاكم، ومع ذلك بقي الصحافيون يناضلون من أجل حرية إصدار الجرائد، وهو ما حدث بالفعل غداة أحداث أكتوبر، حيث أقرت السلطة حرية إصدار الجرائد وحرية تأسيس الأحزاب، ومع الانفتاح الإعلامي والسياسي ازدهرت الصحافة الجزائرية في بدايتها خاصة أن الذين خاضوا التجربة هم صحافيون مهنيون وليسوا دخلاء على الحقل الإعلامي، ولكن حدثت الانتكاسة مع إلغاء المسار الانتخابي والديمقراطي. ومع اندلاع أحداث العنف في الجزائر حصل تراجع في جودة الصحافة. ما يؤسفني أننا في الجزائر نمتلك صحافة ولا نمتلك مؤسسات إعلامية، ولذلك فقد اصبح كل من هب ودب يمتلك جريدة وهو لا علاقة له بالإعلام، وذلك ما جعل الصحافة الجزائرية تتقهقر إلى الوراء، فيما يفضل الصحافيون الجزائريون الهجرة بأقلامهم إلى المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم العربي. فإذا كنا أثناء أحداث العنف نخاف أن نقول إننا صحافيون، فإننا بعد ذلك ومن الناحية الاجتماعية قد أصبحنا نستحي أن نقول إننا صحافيونّّ! > ما هو موقفك من صحافيين يسجنون بتهم غير إعلامية؟
ـ إن الصحافي قبل كل شيء هو مواطن، بل إنه لا يستحق أن يكون صحافيا حين يعتقد بأنه مواطن من الدرجة الأولى. ومن الطبيعي أن يدخل الصحافي السجن باعتبار أنه مواطن حكمت عليه العدالة في قضايا تتعلق بالحق العام، ما هو غير مقبول هو أن يتوهم الصحافي بأنه فوق قوانين البلاد وفوق العباد، فيتجند الصحافيون والحلفاء السياسيون من أجل تضليل الرأي العام حين يربطون سجن الصحافي بحرية التعبير، بينما هو يكون قد دخل السجن لسبب آخر! > بعد سنوات من العمل الصحافي، ما هو الشعور الذي تحملونه كنتيجة لتراكم كل هذه السنوات؟
ـ صعب جدا أن اختصر سنوات من العمر في لحظة عاطفية، ولكن شعوري الوحيد الذي لا يفارقني أبدا، هو أنني ما زلت تلميذا في مدرسة الصحافة، ففي كل يوم أتعلم شيئا جديدا، بل إنني أحفظ درسا جديدا.
لست أبالغ في الأمر، إذا قلت إن أساتذتي الحقيقيين هم هؤلاء القراء الذين أكتب لهم! > فيما تختلف الصحف الجزائرية عن نظيراتها المشرقية والدولية؟
ـ توجد في الجزائر حرية ولا توجد صحافة، بل إن الصحافة الحرة غير موجود ما دام أنه لا توجد مؤسسات إعلامية بمعنى الكلمة، فالصحافة قبل كل شيء مؤسسة، حقا يوجد في الجزائر صحافيون يناضلون باستمرار من أجل تأسيس صحافة حقيقية وليس مزيفة.
وقد تغدو، صورة واقع الصحافة كاريكاتورية في بعض البلدان العربية، التي توجد بها مؤسسات صحافية ولكنها لا تتمتع بالحرية، قياساً بالحرية التي يتمتع بها الصحافيون الجزائريون الذين يفتقرون إلى مؤسسات صحافية. > أين تقف الأحزاب من لعبة الصحافة في الجزائر؟
ـ حزب جبهة التحرير الوطني هو الحزب الوحيد الذي استطاع أن يخلق صحيفة يومية بعد اقرار التعددية الإعلامية والحزبية ولم تكتف السلطة بمصادرة الجرائد التي ورثها، بل عمدت إلى توقيف الصحيفة التي أنشأها أول مرة، ولكن بقية الأحزاب تريد أن تختفي وراء الصحف، ومن الغرابة أن يصل حزب إلى الحكم وهو لا يمتلك أية صحيفة.
صحيح، الصحافة لا توصل المرشحين إلى السلطة، ولكن من العيب أن لا تكون للأحزاب السياسية جرائد يومية أو أسبوعية.
* سيرة ذاتية
* إبراهيم قارعلي
* من مواليد 13 أكتوبر من عام 1968 يعمل حاليا نائبا لرئيس تحرير «الشروق اليومي». وهو حاصل على شهادة البكالوريا شعبة آداب وشهادة الليسانس في الإعلام والاتصال وشهادة الماجستير في التاريخ فرع تاريخ الثورة.
اقتحم عالم الصحافة من بوابة استقلاليتها فكان من الجيل الأول الذي خاض تجربة الصحافة المستقلة في الجزائر. اشتغل صحافيا في العديد من الجرائد اليومية والأسبوعية وتقلد رئاسة التحرير في الكثير منها. مثل الجزائر اليوم والحوار والعالم السياسي وصوت الأحرار والمحقق والسفير والأخبار.
شارك في دورة تدريبية حول الصحافة الاستقصائية في بيروت لبنان وحصل على شهادة من مركز إنترنيوز الأميركي.

مداخلة الصحفي البرلماني دفاعا عن صاحبة الجلالة

تدخل
النائب إبراهيم قارعلي
أثناء مناقشة مخطط عمل الحكومة الجزائرية
من أجل تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية
( الجانب المتعلق بالممارسة الإعلامية في الجزائر)


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على النبي الكريم

سيدي الرئيس
معالي الوزير الأول
السيدات والسادة الوزراء
الزميلات والزملاء النواب
الإخوة , رجال الإعلام
السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته

سيدي الرئيس
سيداتي سادتي النواب
قبل أن نناقش الحكومة في خطة عملها التي عرضها علينا معالي الوزير الأول تحت هذه القبة البرلمانية التي نمثل من خلالها الإرادة السيدة والحرة للمواطنين ، كنا نحن النواب قد نزلنا إلى الميدان نتحسس هموم المواطنين واهتماماتهم ونصغي إلى انشغالاتهم اليومية ونتطلع معهم إلى الآفاق المستقبلية من أجل تجسيد طموحاتهم المشروعة التي حملها السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في برنامجه الانتخابي الذي ماانفك المواطنون يزكونه في كل مرة .

معالي الوزير الأول
لقد استبشرت خيرا ، حين جعلتم احترام الديمقراطية التعددية وتفتحها وضمان حرية الصحافة وترقيتها ضمن الفصل الأول من خطة عمل الحكومة والذي ورد تحت عنوان تعزيز جزائر آمنة ، وهو الشعار الذي خضنا به غمار حملة الانتخابات الرئاسية التي جددت الثقة مرة أخرى في رئيس الجمهورية .
بالفعل ، فإن الدولة لن تكون قوية وآمنة إلا باحترام ديمقراطيتها التعددية التي تمنح مؤسسات الدولة شرعيتها ومشروعيتها وديمومتها واستمراريتها وهو ما يجب أن تضطلع به الأحزاب السياسية سواء كانت في الحكم أو كانت في المعارضة .

إن الإعلام قطاع سيادي ولذا يجب , أن نلفت الانتباه إلى أهمية الأمن الإعلامي ، ومادام يتعلق الأمر بقطاع استيراتيجي فليس من حق الدولة أن تتنازل عن حقها السيادي , فالإعلام مثل السلاح الذي يحمي البلاد ويدافع عن الأرض والعرض .

وبالفعل ، فإن الدولة أيضا لن تكون قوية وآمنة إلا بضمان حرية الصحافة التي تلتزم بترقيتها من أجل أن تضمن للمواطنين الحق في الإعلام والحق في التعبير الحر ، وذلك ما يجب أن تقوم به المؤسسات الإعلامية مهما كانت ملكيتها من خاصة وعامة .

سيداتي
سادتي النواب
إننا بعد عشريتين من التعددية السياسية والإعلامية وإن كان يجب أن نضع العبارة بين قوسين ، لابد من إعادة رسم الخارطة السياسية والإعلامية على ضوء الحقائق الموضوعية التي يفرزها تطور المجتمع ، وفي هذا السياق بات من المؤكد إعادة النظر في القانونين المتعلقين بالأحزاب السياسية ونظام الانتخابات ولاسيما القانون المتعلق بالإعلام الذي يمثل روح الديمقراطية .

بالتأكيد ، أن الإعلام والسياسة وجهان لعملة واحدة ، فلا يمكن أن نتصور سياسة بلا إعلام ولا إعلام بلا سياسة ، وللأسف الشديد أن التعددية السياسية قد أصبحت في واد والتعددية الإعلامية في واد آخر . ولكنهما في النهاية يلتقيان في مستنقع واحد ، هو مستنقع الفوضى السياسية والإعلامية التي أصبحت تلوث المحيط والبيئة وهو ما يهدد المواطن بالاختناق أو بالغرق .

يحمل الصحفيون مثل نواب البرلمان أكثر من غيرهم تطلعات المواطنين وانشغالاتهم لأنهم أكثر التصاقا بهم ، ولذلك لابد أن يتضمن تعديل القانون العضوي المتعلق بالإعلام الحقوق المهنية وخاصة الاجتماعية لرجال مهنة المتاعب التي تحولت خلال عشرية الدم والدمار إلى مهنة الموت والمخاطر والذين لابد أن نحيي شجاعتهم وبسالتهم في التضحية براحتهم وأرواحهم من أجل ضمان حق المواطن في الإعلام .

لابد أن يواكب الانفتاح السياسي انفتاح إعلامي , فنحن لم نعد نعيش منعزلين في جزيرة بعدما العالم قد أصبح كله يعيش في قرية صغيرة بفعل التطور التكنولوجي السريع والمذهل للإعلام والاتصال . وإن كنا ندعو إلى تحرير القطاع السمعي البصري مثلما كان الشأن مع الصحافة المكتوبة , فإن دعوتنا مبنية على أساس دفتر شروط يلتزم به أصحاب المبادرات الفردية .

إننا نثمن دعوة الحكومة إلى إشراك رجال الصحافة في مراجعة قانون الإعلام لأن الأمر يعنيهم أكثر من غيرهم ، ولكن لابد للدولة أن تتدخل لتنظيم القطاع الإعلامي الذي تحول بالمفهوم السلبي للكلمة إلى سوق شعبي ، فقد حان الوقت لتطهير الساحة الإعلامية من الطفيليين أو المتطفلين بعدما أصبحت رخص إصدار الجرائد تباع وتكترى مثل السجلات التجارية بعدما تحول الإشهار العمومي إلى مصدر للثراء والربح السريع غير المشروع ، ولذا يجب الإسراع بسن قانون يضبط الإشهار خاصة وأن الأمر يتصل بالمال العام .

بل أكثر من ذلك ، إن رجال الإعلام أكثر من غيرهم في حاجة ماسة إلى قانون أساسي يحدد واجباتهم ويحمي حقوقهم ، إن الكثير من هذه الحقوق قد أصبحت مهضومة حتى أصبح حالهم أسوأ من حال المستفيدين من الشبكة الاجتماعية ولست أدري إن كنت أطلب تدخل وزير التضامن الوطني أم أنني أطلب تدخل وزير العمل والضمان الاجتماعي ، خاصة وأن العديد من رجال المهنة يشتغلون في ظروف استعبادية حتى أصبح البعض يتحدث عن الرق الأزرق ولعل أبسط هذه الحقوق ، الحق في الضمان الاجتماعي .

سيدي كاتب الدولة المكلف بالاتصال ، لابد من التنويه بالجهود التي بذلتموها في سبيل النهوض بالقطاع السمعي أو الإذاعي من الإذاعة الوطنية إلى مختلف الإذاعات الجهوية والمحلية التي أصبحت لسان حال المواطنين في مختلف الولايات . وعليه نأمل أن تتواصل هذه الجهود والمجهودات في القطاع التلفزيوني أو البصري ، بل حتى في الصحافة المكتوبة وخاصة العمومية منها وحتى الخاصة ، وأراهن في ذلك على تجربتكم الثمينة في هذا المجال .

يسرني في الختام ، أن أهنئ رجال الصحافة على عيدهم وبالمناسبة لا يسعني إلا أن أترحم على شهداء الكلمة الحرة ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

السبت، 23 مايو 2009

قانون الاعلام الجزائري


قانون النشر في الجزائر 1982


جامعة الجزائر
كلية العلوم السياسية و الإعلام
قسم علوم الإعلام والاتصال


مقياس: قانون الإعلام -


قانون النشر في الجزائر 1982


من إعداد الطالبتين:
بدروني هــدى حموش إيمان

بإشراف الأستاذة:
بومعـيزي آمال





مقدمة:


تميزت الأوضاع الإعلامية في الجزائر منذ الفترة 1979 إلى 1990, ببروز عدة أحداث , و اتخاذ عدد من القرارات التي اعتبرت الأولى من نوعها منذ الاستقلال, مثل لائحة الإعلام الصادرة عن مؤتمر جبهة التحرير الوطني لسنة 1979, و قانون الإعلام لسنة 1982 , و قرار السياسة الإعلامية الجديدة لسنة 1990, الذي كرس و لأول مرة مبدأ التعددية الإعلامية.
* فما هو مضمون قانون 1982, و ما مدى تجسيد مواده على أرضية الواقع؟


خطة البحث:

المقدمة
الفصل الأول: قانون النشر 1982, صدوره و مضمونه.
المبحث1: صدوره.
المبحث2: مضمونه.

الفصل الثاني: المسؤولية, السر المهني,الحق في التصحيح و الرد
من خلال قانون 1982.
المبحث1: مسؤولية المقال.
المبحث2: السر المهني.
المبحث3: الحق في التصحيح.
المبحث 4 : الحق في الرد.
خاتمة.


الفصل الأول: قانون 1982 ,صدوره و مضمونه

المبحث 1: صدوره


جاء قانون 1982 بمثابة تطبيق لما ورد في الميثاق الوطني لسنة 1976 الذي أكد على ضرورة تحديد دور الصحافة و الإذاعة و التلفزيون بواسطة القانون, و الذي يكرس بدوره حق المواطن
في الإعلام .

و إصدار هذا القانون, أتى بعد مرور عشرين سنة على الاستقلال , وكانت الصحافة آ نذاك تعاني من جميع أنواع الضغوطات و الكبت في ظل الفراغ القانوني , حيث لجأت السلطة الحاكمة إلى مصادرة حرية الممارسة الصحفية عن طريق مديري المؤسسات الإعلامية, تحت أقنعة مختلفة مثل وحدة التوجيه , وحدة الفكر و الانسجام في العمل٭.

تم تقديم نص مشروع هذا القانون من طرف الحكومة إلى مكتب المجلس الشعبي الوطني بتاريخ 25 أوت 1981, و بعد عدة مناقشات تم ضبط هذا المشروع في شكله النهائي و اصدر قانون الإعلام في صورته الرسمية بتــــاريـــــخ:06/02/1982



المبحث2: مضمونه

تكون الهيكل العام لقانون النشر 1982 من 128 مادة موزعة على 59 مادة كمدخل يحتوي المبادئ العامة , و خمسة أبواب مرتبة كما يلي :

الباب الأول: النشر و التوزيع
و يحتوي على فصلين :
الفصل 1 :النشرات الدورية
و هي كل الصحف و المجلات بكل أنواعها, و تصدر على فترات منتظمة.
و تصنف إلى صنفين :
- صحف إخبارية عامة .
- نشرات دورية متخصصة.
ويحتوي هذا الفصل على 14 مادة , من المادة 10 إلى غاية المادة 23.
و المادة 12 منه تنص على أن إصدار الصحف الإخبارية العامة من اختصاص الدولة أو الحزب لا غير.
الفصل 2: إنتاج و توزيع الإعلام المكتوب و المصور.
ويحتوي على 9 مواد من المادة 24 إلى غاية المادة 32 , و المادة 24 منه تنص على أن الدولة تتولى احتكار كل نشاط خاص بتوزيع الإعلام المكتوب و المصور .

الباب الثاني : ممارسة المهنة الصحفية .
ويحتوي على فصلين:
الفصل الأول: الصحافيون المحترفون الوطنيون
ويحتوي على 20 مادة , من المادة 33 إلى المادة 52,و المادة 33 منها تنص على أن الصحفي المحترف هو كل مستخدم في صحيفة أو دورية تابعة للحزب أو الدولة, حيث يكون دائما متفرغا للبحث و جمع الأخبار , و أن يتخذ من هذا النشاط مهنته الوحيدة.
الفصل الثاني :المبعوثون الخاصون و مراسلو الصحف الأجنبية.
يحتوي على 6 مواد , من المادة 53 إلى المادة 58. و المراسل الصحفي هو الذي يوظفه جهازا من أجهزة الصحف الأجنبية المكتوبة أو الناطقة أو المرئية, يوظف لجمع الأخبار الصحافية قصد نشرها , و يكون هذا النشاط مهنته الوحيدة التي يتلقى عليها أجرا. أما المبعوث الخاص فيعتمد اعتمادا قانونيا و يقوم بمهمة إعلامية مؤقتة قصد النشر أو تغطية حدث من أحداث الساعة. و يجب على كل من المراسل الصحفي و المبعوث الخاص أن يحترسا من إدخال أو نشر أخبار خاطئة أو غير ثابتة.

الباب الثالث: توزيع النشرات الدورية و التجول للبيع
يحتوي على فصلين :
الفصل الأول: التوزيع و الاستيراد و التصدير
يقصد بتوزيع النشرات الدورية بيعها عددا بعدد أو عن طريق الاشتراك و توزيعها مجانا أو بالمقابل في الأماكن العامة أو في المنازل. و الدولة هي التي تتولى احتكار استيراد النشرات الدورية الأجنبية و تصدير النشرات الدورية الوطنية.
ويحتوي هذا الفصل على 8 مواد من المادة 59 إلى المادة 66.
الفصل الثاني: التجول للبيع.
يخضع هذا التجول للبيع في الأماكن العامة لتصريح مسبق للبلدية التي يتم فيها التوزيع.
يحتوي على مادتين: المادة 67 و المادة 68.

الباب الرابع: الإيداعات الخاصة و المسؤولية و التصحيحو حق الرد.
يحتوي ثلاث فصول:
الفصل الأول: الإيداعات الخاصة
يحتوي على مادتين 69 و 70 , و المادة 69 منه جاء فيها أن تكون النشرات الدورية موضع إيداع في عشر نسخ لدى وزارة الإعلام و 10 نسخ لدى المكتبة الوطنية, و موقعة من مدير النشرية.وذلك قبل نشرها.
الفصل الثاني: المسؤولية
وجاء في هذا الفصل ثلاث مواد 71 , 72 و 73 .
المادة 71 منه تنص على أن المدير و صاحب النص أو الخبر يتحمل مسؤولية ما كتبه أو ما تم نشره عبر الوسائل السمعية البصرية. ويتحمل مسئول المطبعة مسؤوليته مثله مثل المدير و صاحب النص.
الفصل الثالث: التصحيح و حق الرد.
يحتوي 16 مادة ,من المادة 74 إلى المادة 100, حيث يجب على مدير أية نشريه دورية أن يدرج, مجانا كل تصحيح يوجه اليه , و يكون طلب التصحيح مصحوبا بكل وثائق التبرير.

الباب الخامس: الأحكام الجـزائـية
يحتوي ثلاث فصول:
الفصل الأول: مخالفات عامة
يتكون من16 مادة , من المادة 85 إلى المادة 100 .
حيث المادة 91 منه تنص على انه يعاقب على البيع أو التوزيع المجاني للنشريات الدورية
الأجنبية الممنوع استيرادها و نشرها في الجزائر بالحبس من شهر إلى سنة و بغرامة مالية
من 1000الى 10.000 دج دون الإخلال بتطبيق قانون الجمارك.
الفصل الثاني : مخالفات بواسطة الصحافة
يتكون هذا الفصل من 17 مادة , من المادة 101 إلى المادة 117.
حيث يعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى 3 سنوات و بغرامة مالية من 5.000 دج إلى 20.000 دج كل من يتعمد نشر أو إذاعة أخبار خاطئة أو مغرضة التي تمس بأمن الدولة و قوانينها.
و لا يجوز رفع دعوة قضائية على الصحفي إلا بعد تأكد الهيئة المعنية من صحة التهمة.
كل تحريض على ارتكاب الجنايات أو الجنح عبر جميع وسائل الإعلام, يتعرض مدير النشرية أو صاحب النص إلى متابعات جنائية.وكذلك يتعلق الأمر بكل تحريض على العصيان يوجه للخاضعين للخدمة الوطنية.
الفصل الثالث: حماية السلطة العمومية و المواطن
يتكون من 11 مادة , من المادة 118 إلى المادة 129.

الجمعة، 22 مايو 2009

هل حقا الشروق اليومي تحاصر يومية الفجر؟


مدير "الشروق" يقطع الطريق على "الفجر" في عدة ولايات


عمد مدير جريدة الشروق، علي فوضيل، إلى قطع الطريق أمام توزيع "الفجر" في العديد من الولايات، وذلك إثر المقال الذي نشرته "الفجر" من توقيع الكاتب الصحفي سعد بوعقبة في شكل إعلان، ردا على الاتهامات التي لحقته من طرف مسيري "الشروق" على صفحات أسبوعية "الخبر الأسبوعي".. والمثير للتساؤل هو أن هؤلاء الذين ينتقدون السلطة على تضييقها لحرية التعبير كانوا السباقين لقطع الطريق أمام وصول المعلومات إلى القراء...


نعتذر للقراء الأوفياء الذين اتصلوا عبر العديد من جهات الوطن يستفسرون عن غياب "الفجر" في عدة ولايات.. وإذا عُرف السبب بطل العجب.. فالزميل علي فضيل، مدير "الشروق" تدخل لدى الموزعين لمنعهم من توزيع "الفجر"، بعد نشرها لرد الزميل بوعقبة على مقال جاء في "الخبر الأسبوعي" .. ولو كنت عرفت ذلك لما غيرت من مقال بوعقبة شيئا، خاصة ما تعلق بالفاحشة التي ارتكبها مدير "الشروق" في حق عاملة نظافة يتيمة بمطبخ دار الصحافة بالقبة والتي يملك بوعقبة تصويرا عن الاعتداء على المسكينة التي جاءت من الحجوط لتجد شيئا تسد به رمقها.. لو علمت أن الزميل علي سينتقم من "الفجر" بهذا الشكل، لما كنت "زبرت" الفقرة الخاصة بالفضيحة غير المسبوقة في عالم الصحافة. الفضيحة يعرفها العام والخاص في الإعلام والتي لو عرف القراء تفاصيلها لقاطعوا كل الصحف وليس صحيفة وحدها.. فنحن نتشدق وننتقد تصرفات الحكام والمسؤولين، وننشر في صدر صفحات الجرائد الفضائح المالية والأخلاقية لفلان وعلان، ونصمت بدناءة عما يجري في بعض الأوساط الإعلامية من فواحش ومساس بكرامة الناس ومصادرة للحريات.. عندما اطلعني بوعقبة منذ أسابيع على الفضيحة، قلت إنها لا تهمني، لكن يبدو أنني كنت مخطئة، لأنه من واجبنا كإعلاميين أن نقف في وجه الفساد أيا كان مصدره .. فالساكت عن الحق شيطان أخرس. لا أريد الخوض أكثر في تفاصيل هذه الفضيحة، لأن الصراع بين بوعقبة وفضيل لا يعنيني، لكني سأضطر إلى نشر كل تفاصيلها وبالأدلة إن اضطررت إلى ذلك. والكرة في المرمى الآخر ... حدة حزام

رأي سعد بوعقبة في قضية الشروق


حق الرد هذه حقيقة محتال القرن في الصحافة الوطنية..! 2008.08.03 حجم الخط: نشرت صحيفة الخبر الأسبوعي في عددها الأخير تهجما مجانيا على شخصي صرح به عبد الله فطاف لصحفيّة الخبر الأسبوعي صبيحة آيت حمي، وقد وصفني فطاف في هذا الحديث بأوصاف المحتال والطماع والخماس وجمعني ظلما بغريمه وغريمنا جميعا بالمحتال علي فضيل في هذه الأوصاف. وعملا بحق الرد أحب أن أوضح الآتي: أولا: نعم لقد كنت مثل فطاف ضحية لاحتيال ونصب من طرف علي فضيل وبمعية (10) شركاء في مؤسسة "دار الاستقلال" التي أصدرت صحيفة الشروق اليومي، وكانت بداية الأزمة عندما حاول فطاف الاحتيال علي وحدي.. بحيث جمد راتبي الشهري المقدر بـ 50 ألف دينار ورفع راتبه هو إلى 160 ألف دينار خام و120 ألف دينار صافي وهدد حتى بطردي من الصحيفة الناجحة كشريك، وأخذ الجريدة لوحده مدة عامين كاملين دون تقديم الحساب! وعندها اغتنم فضيل الفرصة ورفع دعوى قضائية يطالب فيها باسترجاع العنوان الذي وعد بالتنازل عنه لدار الاستقلال عندما تصبح له قيمة تجارية في السوق، لأن الموثق رفض تسجيله باسم "دار الاستقلال" كونه مجرد رخصة لا يحق لفضيل التنازل عنها فعلا قبل أن تصبح لها قيمة تجارية. وطلب فضيل ثلاثة مطالب من العدالة: الحكم له بملكية العنوان واسترجاعه والتعويض عن استغلاله من طرف دار الاستقلال مدة 4 سنوات.. ولكن العدالة حكمت لفضيل فقط بالملكية الفكرية رافضة استرجاع العنوان والتعويض على اعتبار أن العنوان لم يصدر من قبل من طرف دار الشروق.. وأن العدد الأول أصدرته دار الاستقلال وبالتالي فهي المالكة للصفة التجارية للعنوان. لكن الذي حصل أن عبد الله فطاف كمسير لدار الاستقلال بالمقاولة من الباطن وأمام الثقوب المسجلة في التسيير والمقدرة بالمليارات كما بينها الخبير المالي فيما بعد، قرر التنازل لفضيل عن العنوان مقابل اتفاق ضمني يخص السكوت عن الثقوب المالية في التسيير، وهو ما حصل بالفعل، فلم تستأنف دار الاستقلال الحكم الصادر عن المجلس لدى المحكمة العليا، وسهلت لفضيل مهمة أخذ العنوان دون وجه حق. فمن هو الذي نشر الخشبة التي يقف عليها أنا أم فطاف ومن هو المحتال الذي ضرب محتالا آخر! ومن هو الطماع في هذه الحكاية؟ زيادة على ذلك لماذا لم يرفع فطاف دعوى قضائية ضد فضيل للمطالبة بالتعويض مادامت العدالة قد رفضت استرجاع العنوان وهو أخذه خارج القانون ؟/ ! ولماذا تمت هذه العملية سنوات من الآن أمام القضاء لإنصاف الشركاء المساكين (10) الذين وقعوا ضحية احتيال بين ثعابين حسب تعبير فطاف ؟ ! ثانيا: أما قضية الخماسة ولفظي من طرف فضيل فأحب أن أوضح لفطاف بهذا الخصوص أنني أنا الذي تركت "الشروق" ولم يلفظني فضيل.. فقد غادرت الشروق عندما أصبح آل فضيل يتخذونه كقاعدة للاحتيال والنصب على القراء والمعلنين، ووكرا لممارسة الرذيلة العائلية.. والزميل أنيس رحماني يشهد بأنني غادرت الشروق بسبب خلافي مع فضيل حول ممارسة أحد إخوته للشعوذة باسم الرقية.. بحيث كان "يرندف" لضحاياه من المراهقات والممحونات بواسطة هاتف الجريدة ومقرات الجريدة وفي يوم الخميس حيث لا تعمل الجريدة.. ثم إن الخماسة تعني العيش من عرق الجبين وهي على أية حال رغم وضاعتها هي أشرف من الاحتيال والنصب والاختلاس وممارسة الرذيلة! وأذكرك فقط يا فطاف الهمام بذلك الموقف الذي وقفته أمامي وأنت كالقط المبلل وأنا الخماس الوضيع الحقير أسألك هل سرقت فعلا أموال المؤسسة كما جاء في تقرير الخبير ؟ وأحسست في عينيك الذل والمسكنة فقلت لك اذهب فأنت طليق..! وسعيت مع زملائي لطي الملف إكراما لعشرة وليس حبا فيك ؟ ! وتصديقا لروايتك بأنه سوء تسيير وليس اختلاسا ؟ ! ثالثا: أما قضية الوزير بلعايز فهي خساسة ما بعدها خساسة فقد تكرم الوزير الفحل بلعايز على دار الاستقلال بعنوان لفض النزاع بعد تدخل من الوزير الشهم حراوبية ولكن طمعك هو الذي أفسد الأمر.. فقد تصادف إعطاء الرخصة مع انتهاء الانتخابات الرئاسية وراجت الإشاعات عن رحيل الوزيرين من الحكومة، فدفعت بك الخساسة إلى الاحتفاظ بالرخصة وبالعنوان المتنازع عيه لأن الوزير الذي التزمت أمامه يكون قد رحل وهي وضاعة وخسة جعلت الوزير ينتفض بتلك الطريقة لأنه لا يعقل أن يحتال المحتال على وزير العدل نفسه ويسكت..! وبالمناسبة أذكرك بأنك احتلت حتى على الرئيس في ذلك الوقت بحيث قمت بتنظيم مسابقة تحت عنوان "اختر رئيسك واربح 200 مليون سنتيم"، وقد فاز الرئيس وشارك القراء بمئات الآلاف من القصاصات ولكن الجائزة لم توزع.. أليس هذا احتيالا ونصبا يضعك تحت طائلة القانون.. وهو أسوأ من قضية "حك وابرح". وبالمناسبة فقد تتلمذ عليك فضيل في هذا الأمر أيضا فأصبح يمارس صحافة "حك واربح" ويحتال على القراء في توزيع الجوائز بطرق مشبوهة.. والأدلة معي..! والطريف في كل هذا أنه يمارس الشذوذ الجنسي في مقر العمل مع المسكينات ثم يقوم بالحديث في الجزيرة عن تمويل مؤتمر أو ملتقى لنصرة الرسول أو ينظم طنبولا لرعاية الأيتام..! وهو يفعل ما يفعل مع يتيمة تأتيه من حجوط مقابل 10 آلاف دينار..! رابعا: أما الدروس في الإعلام التي رحت تسديها للصحف والصحافيين فأذكرك فقط: بأن عبارة الصحفي الذي يجري حديثا مع صحفي آخر كمن يرقص مع أخته سرقتها عني فقد كنت أرددها دائما للزملاء الذين يمارسون هذا اللون من الصحافة.. والزملاء في المحقق والخبر الأسبوعي يعرفون ذلك. لكن لو كنت إعلاميا شجاعا فعلا لقلت للقراء السبب الذي من أجله اخترت الصحفية صبيحة آيت حمي للإدلاء لها بهذا الحديث.. وعندها سيعرف القراء بأن ما قلته في الحديث له المعنى الأخلاقي العالي جدا؟ ! وقد يكتشف القراء حجم الشجاعة الأدبية والمعنوية التي تتمتع بها عندما يقرؤون ما ورد في الصفحة العاشرة من نفس الجريدة موقعا باسم صبيحة ويخص فضائح أبناء الوزراء والجنرالات..! وفي الختام يا فطاف مشكلتنا نحن في الشروق اليومي أنه كان بيننا أناس من أمثالك أنت وعلي فضيل الصحافة عندكما احتيال ونصب بلا أخلاق، ألست أنت القائل في حديثك ليس المهم لون القط بل المهم أن يمسك القط بالفأر ؟ ! هذه الميكافيلية المادية هي التي جعلتك أنت لا تفرق بين الصحافة والخبازة وبيع الفازوز في مقهى..! وجعلت نظيرك فضيل لا يفرق بين الاحتيال والنصب على الناس والتقرب إلى الله بفعل الخير بالأموال التي يسرقها من الناس وخاصة الزملاء ؟ ! وعزاؤنا أن القضية أمام العدالة.. وأننا فعلا تعرضنا إلى ما يشبه احتيال القرن في الصحافة الوطنية يوازي أو يزيد احتيال عبد المؤمن خليفة على الدولة الجزائرية.. ولكن أملنا كبير في الإنصاف هذه المرة.. وما ضاع حق وراءه طالب.. والعدالة فيها صفة من صفات العدل الإلهي تمهل ولا تهمل. خامسا: الزملاء سالم زواوي وناصر وعمار نعمي وسليمان جوادي ومصطفى هميسي وبشير حمادي هم الذين باع بعضهم ذهب زوجته من أجل تمويل المشروع، في حين أنت وفضيل اللذين تقاسمتما نتائج المشروع بالاحتيال والنصب لم يضع واحد منكم مليما واحدا في المشروع. ولعل ما يعتزم الزميل بشير حمادي القيام به هو نشر كتاب بالصور والوثائق حول ملابسات هذه القضية ستضع الرأي العام أمام حقيقة ما حدث، وبالنسبة لي سيكون ذلك أهم انتصار حتى ولو لم تنصفنا العدالة..! شيء واحد قلته وكان صحيحا وهو أن علي فضيل أخذ الجريدة لوحده خارج أطر العدالة لأنه دائما يفتخر بأنه يمتلك مواهب خاصة في تضليل العدالة.. وقد يكون الوقت قد أزف ليعيد الجريدة لأصحابها بواسطة المحضر القضائي بعد أن أخذها بدون محضر قضائي أو بدفع التعويض المناسب لهؤلاء المساكين الذين تم الاحتيال عليهم بطريقة فريدة من نوعها.بقلم: سعد بوعقبة

كيف تمت عملية السطو على الشروق اليومي؟


موضوع منقول


من المؤكد أن ما حدث للمؤسسين لدار الاستقلال التي أصدرت جريدة الشروق اليومي من أول عدد لها، وحتى العدد 1266، أي على امتداد أربع سنوات ونصف، لم يحدث لأية مجموعة صحفية منذ بداية التعددية الإعلامية··فهذا العنوان الإعلامي الذي صدر في مطلع الألفية الثالثة، وفي وقت قيل فيه أن الساحة الإعلامية متشبعة، وأن القارئ قد فقد الثقة في الصحافة المستقلة، سرعان ما حقّق انتشارا واسعا، إذ وصل سحب الشروق اليومي في اليوم الـ100 من الصدور إلى 50 ألف نسخة، وتجاوز الـ100 ألف نسخة بعد سنة فقط، ليتبوأ باعتراف مؤسسة ''IMMAR'' الفرنسية في استطلاعها السنوي لسنة 2002 حول الصحافة الجزائرية المرتبة الثانية بالنسبة للصحافة المعربة، أي بعد يومية الخبر، والمرتبة الثالثة بين جميع اليوميات المعربة والمفرنسة أي بعد الخبر وLIBERTE·هذا الصعود والانتشار يعود بالدرجة الأولى إلى جدية واحترافية المؤسسين الذين كانوا من أبرز الصحافيين على الساحة الإعلامية، والذين تمكّنوا من التأطير الجيد للشباب الذين تشكلت منهم أسرة التحرير·إن شركة دار الاستقلال التي أصدرت الشروق اليومي، أسسها 13 صحفيا محترفا يتوزعون على تسع ولايات وهي: بسكرة ـ البويرة ـ سكيكدة ـ سطيف ـ قسنطينة ـ الجلفة ـ وهران ـ جيجل ـ الوادي، ويتعلق الأمر بالسادة: عبد الله قطاف، عمار نعمي، بشير حمادي، عبد الرحمن حمروش، سالم زواوي، سعد بوعقبة، علي فضيل، عبد الناصر بن عيسى، مصطفى هميسي، سعاد بلعون، عبد الحكيم فريطس، سليمان جوادي، محمد الصغير بن الشريف·هؤلاء المؤسسون، الذين أصدروا جريدة الشروق اليومي، وحولوها في ظرف سنتين من ''وصل إيداع نشرية'' لا قيمة مادية له، إلى صرح إعلامي ومالي، تعرضوا لعملية احتيال كبرى، تحولت مع مر الأيام إلى مؤامرة اشتركت فيها أطراف متعددة، مكنت في نهاية المطاف علي فضيل من انتزاع عنوان الشروق اليومي من شركة دار الاستقلال بطرق غير قانونية وغير أخلاقية، وبالالتفاف على أحكام القضاء بالترغيب أحيانا، والترهيب أحيانا أخرى·لقد التزمنا على امتداد أشهر النزاع الذي كان مطروحا أمام القضاء الاستعجالي، ثم التجاري أن لا نستعمل جريدة الشروق اليومي التي كانت حينها تصدر عن دار الاستقلال، ضد الشريك الخصم علي فضيل، فلم نكتب كلمة واحدة عن القضية وأطوارها، ولم ننقل حتى الأحكام التي صدرت عن القضاء، أو نعلق عليها حتى لا نؤثر على القضاة، والتزامنا بعدم الإدلاء بأي حديث لزملائنا في العناوين الإعلامية الأخرى، ولم نطل من أية محطة تلفزيونية أجنبية لنفضح المؤامرة، ولا لجأنا إلى المنظمات والهيئات الدولية الخاصة بالدفاع عن الصحافيين أو حقوق الإنسان، لأننا كنا نعتقد أن مؤسسات الجزائر قادرة على إعطاء كل ذي حق حقه· ولأن أسباب الصمت قد انتفت خاصة بعد تنفيذ حكم قضائي بطريقة تعسفية من قبل شركة الطباعة للجزائر بتوقيفها إصدار الجريدة المتنازع عليها عن دار الاستقلال المتعاقدة معها على إصدارها منذ الفاتح من نوفمبر 2000 دون أي إخطار ولو شفهي ـ والقضية مع المطبعة أمام القضاء ـ فإن الأخلاق العامة وأخلاقيات المهنة التي ألزمتنا السكوت، هي التي تفرض علينا اليوم الكلام بل الصراخ ووضع النقاط على الحروف حتى يعرف الخاصة والعامة ما حدث للشروق اليومي منذ تفجر الخلاف بين الشريك علي فضيل وبقية الشركاء·القضية باختصار شديد أنه بعد لقاءات متعددة على امتداد أشهر، وبعد النظر في عدد من الاقتراحات كانت مقدمة من زملاء آخرين، استقر الرأي على إصدار ''الشروق اليومي''· كما استقر الأمر على مبدأ تساوي الأسهم، وأعفي الشريك علي فضيل من تقديم المبلغ المطلوب، حيث اعتبر الشركاء تقديمه لوصل إصدار ''الشروق اليومي'' كافيا لأن ينال بموجبه نفس الأسهم التي ينالها شركاء آخرون قدموا ما بين 50 و100 مليون سنتيم، وهذه المساهمات المالية التي قدمها المؤسسون هي التي مكّنت من إصدار الشروق اليومي ووفاء شركة دار الاستقلال التي أصدرتها بالتزاماتها تجاه المطابع والعمال والضرائب والضمان الاجتماعي، وغير ذلك·وقد تم الاتفاق مع الشريك علي فضيل على تسجيل العنوان كملكية لدار الاستقلال التي ستصدره لأول مرة، غير أن الموثق الأستاذ عز الدين عميرش الذي امتثلنا أمامه صحبة علي فضيل قبل صدور العنوان، أوضح لنا أن ''الشروق اليومي'' قبل إصدارها هي مجرد وصل لا قيمة مادية له، ولا يساوي سنتيما واحدا وبالتالي لا يسجل كملكية للمؤسسة، فلابد من إصداره ليكتسب قيمة مادية، وعندها يمكن تسجيله، وهو ما تم الاتفاق عليه· غير أن النجاح السريع الذي حققته الشروق اليومي فتح على الشركاء أبواب جهنم، فقد تراجع علي فضيل عن وعوده والتزامه أمام الشركاء وحتى الموثق، ورفض تسجيل العنوان باسم الشركة التي تصدره، ونازع بقية الشركاء ملكيته من منطلق أن وصل إصدار النشرية باسمه·وقد كان خلال فترة توليه مسؤولية النشر، متفرغا لإدارة شركته ''دار الشروق للإعلام والنشر''، ولم يكن للعمال من صحافيين وتقنيين وإداريين أية علاقة به، فهم لا يعرفون هذا الشخص كمسؤول للنشر ولا حتى ككاتب، ذلك أنه الشريك الوحيد الذي لم تكن له مساهمة تذكر فيما يمكن أن نسميه الخط الافتتاحي للجريدة، فكل الشركاء يكتبون العمود أو الافتتاحية أو المقالات الأسبوعية، أو يرصدون الأحداث اليومية ويساهمون بذلك في تحويل ''وصل إصدار نشرية'' إلى أفكار، إلا علي فضيل الذي كان في مكتبه المكيف يخطط للسطو على الجريدة، في الوقت الذي كان فيه شركاؤه يعملون ليلا ونهارا على تحويل ''وصل RECEPISSE'' إلى عنوان إعلامي كبير·ورغم هذا العجز أو التقصير من مسؤول للنشر يفترض أن يكون الأكفأ، والقدوة في الإنتاج الفكري، ادعي الملكية الفكرية للعنوان، ولم تعترض شركة دار الاستقلال ما دامت المحكمة حكمت له بذلك، لكنه أخذ العنوان بالالتفاف على أحكام القضاء·ففي عريضة افتتاح الدعوى أمام السيد رئيس محكمة حسين داي القسم التجاري بتاريخ 18/06/2003 تقدمت مؤسسة الشروق للإعلام والنشر بثلاثة مطالب هي:ــ الملكية لعنوان الشروق اليوميــ التعويض عن استغلال دار الاستقلال للعنوان منذ 01/11/,2000 إلى يوم التنفيذ الفعلي·ــ استرجاع العنوان·وقد أصدرت محكمة حسين داي حكمها في القضية المعروضة عليها بتاريخ 25/02/2004 كما يلي: ''الحكم بالتصريح بالملكية الفكرية للمدعية مؤسسة الشروق للإعلام والنشر الممثلة في شخص مسيرها السيد فضيل علي لعنوان الشروق اليومي ورفض باقي الطلبات لعدم التأسيس''·وتكررت نفس المطالب في مذكرة جوابية على عريضة استئناف أمام الغرفة التجارية بالمجلس القضائي بالجزائر في جلسة الثلاثاء 29/06/,2004 لكن حكم المجلس جاء كما يلي: ''تأييد الحكم المستأنف الصادر عن محكمة حسين داي في 25/02/2004 ورفض ما زاد عن ذلك''·وتنفيذا لأحكام العدالة قامت شركة دار الاستقلال التي تصدر الشروق اليومي بالتصريح في أسفل الصفحة 19 من كل عدد، حيث المعلومات الخاصة بشخصية الجريدة بكتابة العبارة التالية: ''الملكية الفكرية لمؤسسة الشروق للإعلام والنشر الممثلة في شخص مسيرها فضيل علي''·وأبلغنا المعني بذلك عن طريق المحضر القضائي، إلا أنه من جانبه وبدلا من أن ينصاع لأحكام العدالة ضرب بها عرض الحائط، وقام بإصدار جريدة الشروق اليومي عن شركته بالتواطؤ مع مطبعة الوسط التي تدخلت في النزاع بجانب علي فضيل منذ بدايته، حيث أوقفت طبع الجريدة عند بداية النزاع، وأوقفت طبع الجريدة عن دار الاستقلال بمجرد صدور حكم المجلس، ملغية بذلك الاتفاقية المبرمة بينهما من طرف واحد، وقامت في نفس اليوم بطبعها عن شركة السيد علي فضيل التي رفضت العدالة مطلبها باسترجاع العنوان، رغم مراسلة محامي دار الاستقلال الأستاذ عمر الزاهي للمدير العام للمطبعة المذكورة، وتنبيهه إلى أن الملكية الفكرية لا تعني استرجاع العنوان كما هو واضح من أحكام العدالة، التي رفضت رفضا قاطعا مطلب علي فضيل باسترجاع العنوان، وبالتالي فطبعه عن غير شركة دار الاستقلال أمر مخالف للقانون· وهكذا ينطبق القول ''لقد أعطى من لا يملك من لا يستحق وتعاون الإثنان على سلب ذي الحق حقه''·غير أن القضية ما تزال أمام القضاء، ولكل حدث حديث، ولن نسكت عن حق مسلوب بطرق غير مشروعة، وما ضاع حق وراءه طالب·

شركاء مؤسسة دار الاستقلال

الخميس، 21 مايو 2009

تعرف على قلم رصاص الجزائر


الكــاتب الصحــفي علي رحـــالية "

جــئت من الريــف لأكـتشــف كـم كنــا مخــدوعــين !

رفض عــدة مـــرات أن ينزل ضيــفا على ركن >بـــدون تحفظ< ، لكن وبدون موعد محدد وجد نفسه يجيب عن أسئلتنا بجرأته المعتادة·· علي رحالية صاحب كتاب >اليوم الأخير< ومقال >كتابات ذاتية< و>سطور< ، يتكلم في الجزء الأول من >بدون تحفظ< عن بدايته المهنية وبعض محطات مساره الصحفي ·

جئت من البادية إلى العاصمة فكيف كانت الرحلة؟

هذا صحيح·· لقد جئت من البادية ثم انتقلت إلى الريف بعدها انتقلت إلى بلدية شبه حضرية بعدها انتقلت إلى المدينة يعني إلى الحضارة!···· باختصار·· أنت تعرف أغنية عبد المجيد مسكود التي يقول فيها: >زحف الريف جاب غاشي< ·· أنا واحد من ذاك >الغاشي< الذي جاء به زحف الريف·· الرحلة كانت طويلة لكني لم أخطط لها·· إنها أشبه بالسفر الحتمي ·

أنت تعترف بأنك ريفي ودخيل على المدينة؟

فعلا أنا ريفي كبير·· بل ريفي حقيقي·· لكن السنوات الستة عشر التي قضيتها في العاصمة جعلتني >أتحلب< بعض الشيء·· لقد علمتني المدينة والعاصمة بالذات أشياء كثيرة لكنها لم تستطع إلى حد هذه اللحظة أن تقنعي أو تفرض علي مسح حذائي بالسيراج ووضع >gel< في شعري·· ولكن دعني أقول لك شيئا·· في مرحلة من حياتي طرحت على نفسي عدد من الأسئلة الوجودية منها سؤال يتعلق بماهية الإنسان ومن يكون أفضل الناس·· صدقني لقد بحثت كثيرا عند فلاسفة الغرب والشرق المحدثين والقدامى وفتشت في كتب كل الديانات تقريبا·· ولم أجد أفضل وأكثر إقناعا من قوله تعالى >إن أكرمكم عند اللّه أتقاكم< ·· في الأصل كلنا متساوون ·

كيف دخلت إلى الخبر؟

الصديق السعيد نمسي هو الذي أدخلني إلى الخبر·· في 1995 توقفت أسبوعية >الوقت< التي كان يصدرها يومية >El watan< وقد كنت متربصا فيها ثم تحولت إلى متعاون بطلب من السعيد·· عندما توقفت >الوقت< عن الصدور شعر السعيد بأنه مسؤول عن تحويلنا إلى بطالين فعمل المستحيل من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه فاستطاع أن يلحقني أنا وصديقي حميد يس وهو أيضا بيومية الخبر·· لم أمكث طويلا·· ربما شهرين أو أكثر قليلا·· عملت وقتها في قسم المجتمع تحت رئاسة جعفر ·

وإلى أين ذهبت؟

عدت إلى المعهد (معهد العلوم السياسية والعلاقات الدولية) بعد نجاحي في مسابقة الماجستير·· كانت فرصتي الوحيدة للهروب من أداء الخدمة الوطنية·· لم أكن مقتنعا ولا مستعدا لكي أقتل أو أقتل من أجل خالد نزار أو عباسي مدني وغيرهم ·

ولكنك عدت مرة ثانية إلى الخبر؟

كان ذلك في سنة 1998 على ما أعتقد·· كنت وقتها أكتب مقالا أسبوعيا ينشر ضمن الملحق الثقافي الذي كان يعده ويشرف عليه الصديق حميد عبد القادر·· وفي إحدى زياراتي للمقر وجدت نفسي في مكتب رئيس التحرير عثمان سناجقي وكان برفقة كمال جوزي وعبد الحكيم بلبطي· وقد اقترح علي الثلاثة الالتحاق بالخبر فقلت لهم:>لما لا< ·· والتحقت بالقسم الثقافي رفقة حميد وفريد معطاوي ·

وقدمت استقالتك بعد 10 أو11 شهرا ؟ هل يمكن أن نعرف لماذا استقلت خاصة وأن الخبر حلم أي شاب يريد أن يصبح صحفيا؟

هنا يجب أن أسجل موقفا إنسانيا ولا يمكن أن أنساه لعثمان سناجقي·· لقد كتبت ثلاث أو أربع استقالات وقدمتهم لعثمان لكنه في كل مرة كان يدعي بأنها ضاعت منه أو نساها في مكان ما وهكذا·· كان عثمان يعرف السبب الحقيقي لاستقالتي·· حدثت خلافات بيني وبين حميد بخصوص تقسيم العمل·· وعندما لم تحل·· فضلت أن أحتفظ بصداقته على المنصب· مع العلم أنه كان بإمكاني أن آخذ منه منصب رئاسة القسم الثقافي وكان يكفيني أن أقول فقط كلمة >نعم< لرئاسة التحرير·· ولكنني لم أفعل ·

وكيف التحقت بالخبر الأسبوعي؟

ذهبت من الخبر دون أن أحصل على استقالتي وبينما كنت أتسكع التقيت بأحميدة عياشي وعبد الحكيم فطلبا مني أن أركب معهما وفي الطريق حدثاني عن مشروع >الخبر الأسبوعي< وطلبا مني الإلتحاق بالفريق قلت لهما بأنني استقلت من الخبر·· لكن أحميدة تكفل بإقناعي بضرورة مساعدتهم فى إصدار الأسبوعية على الأقل تحضير الأعداد العشرة الأولى·· وقد تساءلت وقتها عن نوع المساعدة التي يمكن أن يقدمها صحفي مبتدئ·· صحفي >ذراري< مثلي لأسبوعية كل أقلامها أسماء معروفة في الساحة الإعلامية ·

من كانوا أصدقائك في الخبر وقتها؟

ليس لدي أصدقاء >مؤقتين< ·· إما أن تكون صديقي مدى الحياة أو لا تكون·· لذلك فكلهم أصدقائي، صحفيين، تقنيين، سائقيين، بوابين، ومساهمين·· لم يكن لدي أي مشكل أو خلاف مع أين كان في الخبر·· كانت أيام رائعة ولا يمكن أن تنسى من ينسى >البطاطا< تاع سليمان، ولسان فريد الحاد والقاطع، وحكمة ماضي، وضحكات جعفر، و>سماطة< حميد وأناقة ملوك وهدوء هارون، وعثمان الذي لا يتوقف على نتف <شلاغمو< ورضا المختص في سرقة الأقلام، وهنا أوجه نداء لكل من ضاع منه قلم في دار الصحافة أو دخل الخبر، بأن قلمه موجود بالتأكيد في أحد أدراج مكتب رضا·· من ينسى إيوانوغان ونور الدين قلالة وسعاد عزوز ويوسف ومراد وشعشوع وعلي جري وهو يتحفنا بعبارته الشهيرة: >الواحد تاع لوحايد< ! وشكل وصوت أيوب (رسام الكاريكاتير المعروف) وهو يناديني كلما رآني: >أرواح يا زفت < !

وصدقني لو أن الحيز يسمح لذكرتهم لك جميعا اسما اسما·· وهذه فرصة لي لأقول لهم جميعا شكرا على الاحترام والثقة والحب ·

كيف تقيم تجربتك في الخبر الأسبوعي؟

كانت ممتازة·· هناك التقيت بأقلام تعلمت على أيديهم حرفة الصحافة والكتابة على أصولها·· وأذكر منهم أحميدة عياشي، عبد العزيز بوباكير، ناصر جابي، عبد الحكيم بلبطي، التقيت هابت حناشي، كما التقيت بأقلام أعتز بلقائهم مثل آمال فلاح، فوزي سعد الله، رشيد بوذراعي، عزيز لطرش، جمال نكاكعة، وسلاف فسوم·· الخبر الأسبوعي فتحت لي الأبواب على ممارسة كل الأنواع الصحفية·· أعتقد أن فرصتي الحقيقية أعطتها لي الخبر الأسبوعي ولكي أكون أكثر دقة أقول أعطاها لي أحميدة عياشي وعبد الحكيم بلبطي ولا يمكن أن أنسى تشجيعات كل فريق الأسبوعية خاصة تشجيعات ناصر جابي، بوباكير وآمال فلاح ودعابات الزميل عزيز لطرش بتحويلي إلى مجرد ذكرى في تاريخ الصحافة الجزائرية ·

في >الخبر الأسبوعي< شكلتم عصبة رفقة أحميدة عياشي وحناشي إلى درجة أقلقت ملاّك الجريدة كونكم تبنيتم خطا افتتاحيا لوحدكم؟

شخصيا لا أعرف بالضبط ما هي طبيعة الشروط ومستوى الحدود التي اتفق عليها الطرفان، أقصد ملاك الجريدة وأحميدة عياشي أعتقد أن النجاح الكبير وغير المتوقع للخبر الأسبوعي وفي ظرف زمني قصير جدا بالإضافة إلى جرأة الجريدة جعلت أصحاب الجريدة يتخوفون من أن >يهرب< لهم أحميدة بالأسبوعية خاصة وأن كل الصحفيين كانوا يقفون وراءه· لقد وفر لنا أحميدة جوا ممتازا للعمل كصحفيين سواء تعلق الأمر باختيار المواضيع أو طريقة معالجتها بالإضافة إلى هامش الحرية المعقول والمقبول مقارنة بجرائد أخرى·· الصراع وقع بين رجلين كل واحد منها متمسك بوجهة نظره·· أحميدة كان يقول بأنه لن يفرط في صلاحياته·· وعلي جري كان يقول بأنه يمارس كل صلاحياته·· وطبعا عندما يتصارع >الفيلة< فدائما العشب هو الذي يدفع الثمن وأقصد هنا القراء ··

اشتهرت بمقال >كتابات ذاتية< التي كنت توقعه >بقلم المواطن علي رحالية< وقد تحاملت فيها على الكثير من المسؤولين، هل لديك مشكلة معهم؟

لا أعتقد أنني تحاملت على أي كان·· والدليل لا واحد منهم اشتكاني للقضاء·· كل ما هناك أنني استفدت من أخطائهم وهفواتهم وتناقضاتهم وحتى حماقات وغباء بعضهم لأوجه لهم أكبر قدر من النقد والهجوم والضرب والعظ المعنوي·· لقد كانت فرصة للانتقام من محترفي السياسة السياسوية ملوك الديماغوجيا ولغة الخشب والوعود الكاذبة وسلاطين التسيير الكارثي وناهبي ثروات الشعب والأمة·· يا عزيزي المسؤول الجزائري ليس مجرد اسم شخص بل هو رمز·· رمز لكل ما هو سيء وفاسد وعفن·· المسؤول الجزائري هو رمز للأنانية والجشع والمحسوبية والظلم وخيانة الأمانة·· باسم المنصب والمسؤولية تنهب ثروات الشعب ويتحرش جنسيا ببنات الشعب ويركب على ظهر الشعب·· باسم المسؤولية والمنصب والمركز يداس على كل القوانين من قانون المرور إلى قانون الإنتخابات·· أنظر·· أنظر إليهم·· أين يسكونون، وماذا يلبسون، وماذا يأكلون، في أي نوع من السيارات يركبون، وفي أي البلدان >يحوسون< وفي أي مجال ومع من >يبزنسون< ·· يا راجل معظمهم لا يحسنون حتى نطق اللغة واللهجة التي يتحدث بها الشعب· هل يمكنك أن تقول لي ما علاقة هؤلاء بنا؟·· بالتأكيد هي في الأول والأخير علاقة كعلاقة صاحب الحمار بالحمار ·

هل هناك مقال ندمت على كتابته أو حساباتك كانت غير دقيقة لما أقدمت على كتابته؟

لا يوجد مقال أو موضوع ندمت على كتابته على الأقل إلى غاية هذه اللحظة، لأنني لا أكتب إلا ما أنا مقتنع به، زد على ذلك فأنا لا أكتب أي شيء قبل أن أقوم بعمـلية بحث ونبش وحــفر حــول الموض وع من جمع للمعلومات و المراجع والآراء مهما كان نوعها·· لا أكتب إلا وأنا ملم بالموضوع وماسك بتفاصيله وعلى الرغم من جرأة وسخونة وحساسية بعض ما كتبت إلا أنني لم أقف أمام المحكمة إلا مرة واحدة فقط وقد كانت محاكمة شكلية لأن كل الأدلة المادية كانت بحوزتي·· الشيء الوحيد الذي كان يزعجني ويسبب لي >أزمة ضمير< هو عندما تصب انتقاداتي لشخص أو مسؤول أو جماعة أو مؤسسة، في مصلحة شخص أو مسؤول أو أطراف أخرى دون أن أقصد ذلك كأن أنتقد النظام فيصب ذلك في مصلحة الإسلاميين أو العكس !·

هل يمكن أن تذكر مثالا على ذلك؟

أوضح مثال ربما يكون مثال محمد بن شيكو·· فعندما أصدر هذا الأخير كتابه >بوتفليقة بهتان عظيم< كتبت مقالا طويلا هو أقرب إلى الدراسة اخترت له عنوان:>بن شيكو بهتان إعلامي< ! ·· فذلك المقال/ الدراسة كشفت بالتواريخ والأسماء والوقائع حجم الأخطاء والأكاذيب التاريخية التي جاءت في كتاب بن شيكو·· ونشرت ذلك في يومية >الجزائر نيوز< وهي اليومية الوحيدة التي قبلت نشر الموضوع·· بعد مدة قصيرة على نشر المقال/الدراسة، جاءني من يقول لي بأن موضوعي كان رائعا وبأنني >بهدلت< و>مسحت الأرض< ببن شيكو·· وبأن هناك من هو مستعد لأن يمول تحويل المقال/الدراسة إلى مشروع كتاب وبأنه على كل استعداد لطبع مائة ألف نسخة تعود أرباحها كلها لي!·· تمعنته جيدا ثم قلت له:>إذا كنت تعتقد بأنني كتبت ما كتبت بغرض الدفاع عن بوتفليقة فأنت مخطئ·· أنا كتبت المقال من أجل شيئين اثنين فقط·· الأول هو الدفاع عن الحقيقة والثاني أني وجدت الكتاب لا يستحق الـ (400) دينار التي دفعتها ثمنا له·· وأضفت >إذا كنتم تريدون التقرب من فخامة الرئيس فما عليكم إلا أن تقيموا له تمثالا في ساحة الشهداء أو مقام الشهيد ·

كانت صيحات الغضب تصلني بعد كل مقال تقريبا وأنا أتفهم ذلك·· فمن الصعب جدا على مسؤول كبير يجد نفسه وقد وضع في زواية ضيقة من طرف مواطن عادي ثم يقوم هذا الأخير بإطلاق النار عليه أو نزع ثيابه حتى يبدو عاريا كما ولدته أمه··>كتابات ذاتية< كانت كتابات مواطن سادي يتلذذ بتعذيب وفضح المسؤولين وغيرهم من المتسببين في هذه الكارثة التي وصلت إليها البلاد والعباد·· وللتاريخ أذكر بأنني لم أتعرض لأية مشاكل·· المشاكل و>الضرب< كان يتحمله عبد الله فطاف وبشير حمادي ولما انتقلت ملكية الشروق إلى علي فوضيل، فصديقي وأخي نصر الدين قاسم وسعد بوعقبة هما اللذان كانا يتلقيان >الضرب< والتهديد بدلا عني·· أعرف أن هناك مسؤول كبير جدا اتصل بشخصية إعلامية معروفة وطلب منه توقيفي عن الكتابة لكنه رفض ولم يفعل·· وأنا أغتنم الفرصة لأنحني وأقبل كل تلك الأيادي التي مدت لي ودافعت عني في السر والعلن·· شكرا لكم جميعا ·

تحمل كتاباتك الكثير من التشاؤم لدرجة أنك متشائم أكثر من التشاؤم؟

صحى يا المتفائل!·· يا أبا التفاؤل!·· يا عزيزي أتحداك أن تنزل إلى الشارع وتحضر لي جزائري واحد·· شابا واحدا، عاملا واحدا، موظفا واحدا·· مواطنا جزائريا واحد يدعي بأنه متفائل·· يا عزيزي الناس يهربون من هذا البلد وهم في غاية السعادة والذي يصل إلى الضفة الأخرى يقولون عنه >SOVA< ·

لماذا توقفت عن كتابة مقالك الأسبوعي >كتابات ذاتية< الذي كنت توقعه >بقلم المواطن علي رحالية< في الشروق اليومي؟

الجميع يعرفون السبب وأولهم السيد علي فضيل الذي تربطنا علاقات احترام متبادلة· لقد كان سببا واحدا ووحيدا هو التحاق أنيس رحماني بالشروق اليومي وترقيته إلى منصب مدير تحرير·· وكان لا بد من أن أتوقف لأن الجميع يعلم بأن أنيس وأنا خطان متوازيان لا يلتقيان·· عالمان مختلفان تماما·· هو اختار >التخلاط< مع الكبار وأنا اخترت الدفاع عن الصغار·· هو اختار كل ما هو غامض ومشبوه وأنا اخترت كل ما هو شفاف وحقيقي·· هو التحق بالشروق لينتقم ويصفي حسابات مع الخبر وأشياء أخرى·· وأنا التحقت بالشروق لأكتب عن الناس وأفضح المسؤولين·· وأنا هنا أتحدث عن أنيس >الصحفي< و>رجل الإعلام< ·· أي عن تلك الكتابات الموقعة باسم أنيس رحماني وما تحمله وليس عن أنيس الشخص والإنسان ·

ولكنك عدت إلى الشروق اليومي وكتبت ثلاثة أعمدة في مكان سعد بوعقبة وكان أنيس وقتها يشغل منصب مدير تحرير؟

هذا صحيح·· ولكن دعني أشرح لك الذي حدث بالضبط صديق عزيز طلب مني مرافقته إلى يومية الشروق لينشر تهنئة لابنته التي تحصلت شهادة الليسانس وبمجرد أن وصلت حتى انتشر الخبر في كل أقسام الجريدة ووجدت نفسي في مكتب علي فوضيل وقد أخبرني بأنه يبحث عن كاتب عمود يحل محل سعد بوعقبة الذي غادر الجريدة· فاقترحت عليه اسم عشراتي الشيخ فقال بأنه مريض·· ثم اقترحت اسم عبد العالي زراقي ثم رضا بن عاشور·· فقال لي بأن ليس لديه ما يقوله عن هؤلاء ولكن الشباب في الجريدة اقترحوا اسمي·· فأخبرته بأن هذا أمر مستحيل في وجود أنيس، فابتسم ضاحكا وقال أنيس أكبر المتحمسين· فقلت ولكني لا أريد أن أتعامل معه، فقال لي سيكون عملك كله مع محمد يعقوبي، فقلت له أعطيني مهلة لأفكر·· لكن لم يكن باستطاعتي أن أقول لا لعلي فوضيل لأنني مدين له بفضل كبير وهو نشر وطبع كتابي >اليوم الأخير< في الوقت الذي رفضت معظم دور النشر طبعه دون أن تحذف أو تغير فيه حرفا واحدا كما اشترطت·· بعد ذلك اتصلت بسعد بوعقبة وطلبت منه الإذن فرحب بذلك، ثم استشرت مجموعة من الأصدقاء منهم نصر الدين قاسم وأحميدة عياشي وهابت حناشي وكلهم رحبوا وشجعوني على خوض التجربة·

كان عنوان العمود >في الركن البعيد< ؟

نعم·· ولكن قبل اختيار هذا العنوان كنت قد اخترت له عنوان >بعيد عن مدير التحرير < ·

تقصد بعيدا عن أنيس رحماني؟

كانت إشارة إلى الجميع·· صحفيين· مسؤولين، سياسيين، قراء·· بأن علي رحالية لا علاقة له بأنيس لا من قريب ولا من بعيد ولا زلت أتذكر بأنني سألت أنيس إن كان لديه اعتراض على عنوان العمودي فأجابني بكل روح رياضية بأن ليس لديه أي اعتراض وإن كان واضحا أن الأمر قد أزعجه خاصة وأن علي فوضيل كان يجلس في الكرسي المقابل لنا!·· كنت أنتظر منه أن يرفض حتى أجد العذر المبرر وحتى لا أكتب ولكنه قبل ووجدت نفسي مجبرا على خوض التجربة ·

ولكنها لم تدم إلا ثلاثة أيام فقط؟

بالضبط·· توقفت لأن الجماعة لم تلتزم بالشروط التي اتفقنا عليها··· وهي شروط شكلية تتعلق بعدد الكلمات وطريقة إخراج العمود·· كنت قد اقترحت إخراجا جديدا للعمود يختلف كما ونوعا عن عمود >نقطة نظام< لأنني كنت أعتبر عمود >نقطة نظام< شكلا ومضمونا هو ماركة مسجلة باسم سعد بوعقبة ··

لماذا لا تعمر في الصحف التي تكتب فيها؟

أكــبر عيبين أعــاني بعض الشيء منهمـــا هما أنني مثــالي (Idealiste) ومن المولعين بالإتقان (PERFECTIONISTE)·· وهما عيبان يجب أن يوفر لمن يعاني منهما هامش حرية كبير ليقول ويكتب ويعبر عن ما يدور في ذهنه من أفكار·· ومشكلتي أيضا أنني أصاب بالإختناق بسرعة وبما أنني أحرص كثيرا على علاقتي مع الذين أعمل معهم فإنني أفضل دائما الإستقالة على خسارة صداقتهم ·

كتبت ضد توقيف المسار الإنتخابي، بعنف فهل أنت متعاطف مع الإسلاميين؟

هل كل من يكتب ضد توقيف المسار الإنتخابي هو بالضرورة من المتعاطفين مع الإسلاميين؟ هذا مقياس خاطئ·· رئيس الجمهورية نفسه أدان توقيف المسار الانتخابي·· ثم إن الذين كتبوا ضد توقيف المسار أكبر من الذين ساندوه·· الأسماء كثيرة وكبيرة·· سعد بوعقبة، بشير حمادي، عابد شارف، نصر الدين قاسم، أحميدة عياشي، زايدي سقية، حبيب راشدين، سليمة غزالي، والقائمة طويلة·· وشخصيا كتبت ضد توقيف المسار الإنتخابي لأنني كنت مع الشرعية· كما كنت أنظر إلى الجبهة الإسلامية أنها حزب مثل باقي الأحزاب وكنت أعتقد بأنه عندما ينزل إلى الواقع·· أي لمواجهة مشاكل الشعب الحقيقية سوف يبتلع أسنانه لأنه لم يكن يملك لا البرنامج ولا الأشخاص اللازمين لمواجهة التحديات·· كل ما كان يملكه هو >خطاب ثوري< ومئات آلاف من الغاضبين الذين من المستحيل التحكم فيهم طول الوقت·· يضاف إلى ذلك أن الصلاحيات التي يخولها الدستور لرئيس الجمهورية كانت كافية لكبح جماح الفيس سواء فاز بالأغلبية البرلمانية أو ترأس الحكومة ·

العربية قالت أنك الوحيد الذي تمكن من القول لرئيس الجمهورية أنت مخطئ وعملت على توقيف قانون المحروقات؟

هذا كلام مجانين·· هل تعتقد بأنه يوجد هناك مواطن يستطيع أن يوقف قرار رئيس جمهورية في العالم الثالث·· الذي حدث أن مراسل موقع قناة العربية من الإمارات نقل خطأ ما نشرته يومية الشرق الأوسط التي نقلت ما كتبته من انتقادات لقانون المحروقات الذي اعتبرته خطأ استراتيجيا قاتلا بل وجريمة في حق الأمة ثم نقلت اعتراف الرئيس بوتفليقة بخطئه·· فيبدو أن مراسل الموقع فهم أن اعتراف بوتفليقة جاء نتيجة ما كتبت·· صحيح أن مقالي >إلى الباطوار·· المناحة البترولية< و>أربع ملاحظات حول خطاب الأربع ساعات< كانا محاكمة علنية لبوتفليقة ولشكيب خليل الذي أراد بيع احتياطات البلاد من البترول والغاز ولكل الذين صفقوا لهما في دار الشعب بأول ماي·· لكن لا مقالي ولا مقال أي كان يمكن أن يوقف قرارا اتخذه بوتفليقة إلا بوتفليقة ·

لماذا لم تتزوج؟

لا أعتقد بأنني أصلح للزواج فأنا إنسان >تاع مشاكل< والمرأة لا تحب هذا النوع من الرجال فهي بطبيعتها تحب الإستقرار والهدوء من أجل بناء عش الزوجية وأنا حاليا لا تتوفر في هذه الشروط ثم في الأول والأخير الزواج هو قضية مكتوب ·

هل لك معجبات؟

أتمنى أن لا تكون تستهزئ بي·· ثم من أين يكون لي معجبات·· لست >توم كروز< ولا >براد بيت< ولا حتى الشاب لامين·· زد على ذلك فأنا لا أعرف الحديث إلا عن المشاكل والأزمات التي تهز البلاد·· في بعض الأحيان تصلني رسائل الكترونية عادية من >قارئات< عاديات أو بعض التعليقات من زميلات صحفيات ليس أكثر·· معظم قرائي من الرجال·· معلمين وأساتذة في مختلف الأطوار التعليمية، موظفين، طلبة في الثانوي والجامعة ومواطنين من الجزائر العميقة ·

تملك قراء كثيرون يحسدك عليهم البعض·· ما السر في كتاباتك؟

من الأفضل لو وجهت السؤال لهولاء الذين يشترون الجريدة من أجل قراءة ما كتبه علي رحالية·· معظم رسائل القراء التي تصلني يركزون فيها على أربع أو خمس نقاط هي الصدق، الجرأة، الأسلوب، تبسيط الفكرة أو الأفكار وكثرة المعلومات·· هذه ملاحظات القارئ العادي أما المحترفين وأقصد الكتاب والصحفيين والمسؤولين فتعجبهم قدرتي على جمع المعلومات وإصطياد الأخطاء والهفوات و>الخبث< في كيفية هندسة وبناء المقال للهروب من مخالب القانون ·

لماذا توقفت عن الكتابة في المحقق بدون علم مدير التحرير؟

ببساطة لأنني لا أريد أن أكون سببا في >خراب بيت< هابت حناشي على حد تعبير الأخوة في مصر· هذا هو السبب الأول والأهم· أما السبب الثاني فسأحتفظ به لنفسي ولن أجيبك عليه بالرغم من أنك واحد من أكبر >السامطين< الذين عرفتهم ·

لمن تقرأ من الصحفيين الجزائريين؟

أقرأ للجميع تقريبا، للكبار والصغار وللقدامى وللجدد·· سعد بوعقبة، عبد الله قطاف، بشير حمادي، أحميدة عياشي، نجيب بلحيمر، نذير بلقرون، هابت حناشي، سليمان حميش، حدة حزام، نصر الدين قاسم، نعمي، حسان زهار، حكيم لعلام، القاضي إحسان، عابد شارف، شوقي عماري، فيصل مطاوي، محمد بن شيكو وغيرهم·· أما الشباب فأقرأ لكمال زايت، فيصل صاولي، العربي محمودي، حسان وعلي، سمير حميطوش، بلقاسم، أسامة وحيد،، سعاد عزوز، رابح رافعي والصحفي الشاب أيمن السامرائي وأعتذر للذين لم أذكر أسمائهم ·

ولمن تقرأ دوليا؟

عربيا أقرأ لمحمد حسنين هيكل، عادل حمودة، جهاد الخازن، سمير عطا الله والصافي السعيد، وفرنسيا أقرأ لجيل بيرو، جون لا كوتير، جون دانيال وإيريك لورن وإنجليزيا أقرأ لروبرت فيسك وباترك سيل أما أمريكيا فأقرأ لبوب وودورد، سيمون هيرش وبيار سالنجر لما كان حيا

أضف الى مفضلتك

عارنا في الصحافة الجزائرية


طباعة ارسال لصديق

كتب : نور الدين بوكعباش - قسنطينة

رسالة مفتوحة إلى المثقف حميدة العياشي سيدي الصحفي المحترم بعد التحية والسلام هاهي الصحافة الجزائرية تغرق في ماسي سياسييها فبعدما كانت قبلة القراء المهمشين هاهي أصبحت ترفض شكاوى المواطنين بل وتستغلها عبر مكاتبها الجهوية للتقرب إلى الولاة و الحصول على الريوع التجارية وبينما تضيع حقوق المواطن الجزائري بين إمبراطوريات الولاة الجدد وصمت الصحافيين الجزائريين عن فضائح التبذير الاقتصادي لأموال الريع البترولي التي سوف تقف الأفكار الجزائرية متحسرة على ضياعها الخرافي في المشاريع العملاقة و الأحلام الخرافية لمسيرينا الذين جعلوا شعار العهدة الثالثة سبيلا للمتاجرة بكرامة رئيسهم مادام رئيسهم سجل تجاري لشراء مصالحهم ووسط الضباب السياسي الجزائري الذي ترسمه غيوم الإستراتجية الاميريكية في الصحاري الجزائرية.

تأتي فضيحة الصحافة الجزائرية التي فضلت توظيف عديمي المستوي وأبناء الأسرة الثورية المزيفة في مقرتها الصحفية مقابل طردها لخريجي معهد الإعلام والاتصال وكان الصحافي الحقيقي عار في المكاتب الصحفية الجزائرية وإنني احتفظ بأسماء لمناضلات في حزب جبهة التحرير أمسينا صحافيات بالنضال الحزبي والشهادات الصحفية المزورة كما أتذكر أسماء أدبية كتبت حرفا فدخلت عالم الصحافة والتلفزة الجزائرية عبر القصيدة الشعرية الفقيرة أدبيا .

كما لا انسي أن خريجي معاهد البيولوجيا ومتخرجين معاهد التكوين المهني أضحوا يستهزئون بطلبة الإعلام والاتصال مادامت مهنة الصحافي يمارسها من لا يدرك رسالتها وأما أخر فضائحها فلقد علمت أن صحيفة جزائرية في الشرق الجزائري استعانت بالمتقاعدين الكهول ووضعتهم أمام اختبار القبول بل وجعلتهم يتقاضون أجور تشغيل الشباب ماداموا قادرين على العمل الصحفي في شيخوختهم خاصة وحركاتهم البطيئة و كتابتهم الحكيمة تذكرك بصحافة البؤساء وعلى الضفة الاخري توضع العراقيل أمام خريجي معهد الإعلام والاتصال من صحافيي المستقبل الدين فضلوا الحرقة البحرية والانتحار الاجتماعي بعدما همشتهم المؤسسات الإعلامية الرسمية و المتاجر الإعلامية المستقلة .

و لقد وقفت مندهشا من إعلانكم حول بحثكم عن صحافيين من الشرق الجزائري دون ذكر ليسانس علوم الإعلام والاتصال وكان طلبة الإعلام والاتصال خطر على المؤسسات الإعلامية الجزائرية و في انتظار تطهير الصحافة الجزائرية من الصحافيين المزيفين وأصحاب العناوين التجارية تبقي الصحافة الجزائرية ضحية اللعبة السياسية التي تفضل عديمي الشهادات على الكفاءات الجامعية واني انتظر صحوة جزائرية من صحيفتكم لانقاد مهنة الصحافة من الدخلاء و الانتهازيين وأصحاب الأموال الميتة وختاما صدق القائل " كلما أطالع الصحافة الجزائرية أشم رائحة الصحافيين المزيفين و أتذكر ماسي الصحافيين الحقيقيين المهمشين من ذاكرة تجار الدكاكين الصحفية ".

ملاحظات:

-هل تعلم أن خياطة أصبحت مراسلة صحفية وأمست ممثلة الشعب في المجلس ا لولائي بقسنطينة ووضعت نفسها كصحفية رغم أنها لأتملك شهادة صحفي علما أنها رشحت للمنصب على أساس الأقدمية في حزب جبهة التحرير قسنطينة وأرجوكم افتحوا ملف الصحافيين المزيفين كما لا ننسي أصحاب الرابعة الابتدائي الدين أمسوا يسيرون مكاتب الصحافة في دار الصحافة بقسنطينة

-هل تعلم أن صديقك الاستاد يزيد بوعنان أرسل لكم عند بداية مشوار صحيفتكم سيرة ذاتية تتضمن انه يحضر رسالة الماجستير لكن الحقيقة عكس ذلك بل انه صحافي انتهازي يبحث عن المصالح لا الاحترافية الصحفية

-هل تعلم ان الدكاكين الصحفية توظف مراسلين صحفيين بالرشاوى و الاعتداءات الجنسية ضد الفتيات الجزائريات

-هل تعلم أن المكاتب الجهوية للصحافة في الديار الجزائرية اصبحت ديار للدعارة الإعلامية ودلك حسبما اعترف به رئيس مكتب صحفي بقسنطينة

-هل تعلم أن رؤساء المكاتب الجهوية يتقربون من الولاة مستغلين أسماء عناوينهم الصحفية للمتاجرة الصحفية بينما يقبضون أجورهم من صحفهم ويدعون احتقارهم الإداري -هل تعلم أن المراسلين الصحفيين أسسوا جمعيات وتحصلوا على أموال من الولاة في إطار الإنعاش الاقتصادي كما أن جمعياتهم تنشط يوم عيد الصحافة وتسكت في ليالي أعياد السخافة

-هل تعلم أن بعض المراسلين يسترزقون مقالاتهم من مواقع الانترنيت ثم يراسلونها عبر الفاكس وكأنها خبر صحفي -هل تعلم أن بعض العناوين الصحفية تحصلت على أموال من المبايعة السياسية لتمسي عبيد لأسيادها

-هل تعلم أن الفساد الإعلامي ظاهرة خطيرة في كوابيس الصحف الجزائرية ولو فتحت الملفات الكبرى لاعلنت الصحف براءتها من صحافييها وأرجوكم القضية خطيرة تحتاج إلى فضيحة إعلامية مادامت سبق صحفي هل تعلم أن الصحف الجزائرية لا تعترف بمصاريف الكهرباء والهاتف بل وتهدد شركة الكهرباء بنشر مقالات قصد التراجع عن دفع مصاريف الكهرباء كما أنها لا تعترف بفواتير الهاتف فهي مازالت تعيش في عهد البايلك فكيف تدعي الاستقلالية ورؤسائها يعتقدون أنفسهم مماليك بلا أقلام

-هل تعلم ان مدير الخبر السابق لايتعدي مستواه النهائي وان ابنه يسير شركة توزيع الخبر وهل تعلم ان بعض الصحافيين تجار بامتياز

-هل تعلم ان بعض الصحافين متورطين في قضايا المخدرات والجنس لكن الحماية السياسية جعلتهم حمير بامتياز

حوار مع الصحفي الطبيب عشيراتي الشيخ

العربي بلخيـر طلب مني أن أحـاسب نفـسي قبـل أن يُحــاسبـوني

زاوج بين مهنة الطب والصحافة··صام عن الكتابة لمدة بسبب مرضه قبل أن يعود عبر أعمدة الحوار< واختار أن تكون مقالته الأولى دفاعا عن لغة الضاد رغم أن تكوينه فرانكفوني··وأنت تتحدث لصاحب ركن >حجرة في السباط< الشيخ عشراتي أو عمي عشراتي مثلما يناديه الجيل الجديد من الصحفيين تكتشف أنك أمام موسوعة علمية تدب فيها الروح،··رجل صريح لأبعد الحدود··في حواره < عاد بنا عمي عشراتي للكثير من المحطات التي طبعت مسيرته، كما توقف كثيرا عند مرضه، وبأسلوبه الهزلي الهادف مرّر الكثير من الرسائل سواء لمن سماهم أهل >الجزاير< أو لغيرهم··تابعوا ··

دكتور في الطب يزاول مهنته بعيادته ويكتب أعمدة على صفحات الجرائد··هل هي طفرة أم فطرة؟··البداية كانت مع الشروق بطبعتيه؟

لا أدري أي صفة تعطيها، لكني جئت إليكم صدفة..والحكاية بدأت في فبراير ,2001 عندما نشرت يوميتا الخبر و الوطن مقابلة صحفية للسيد بن زاغو< ، يومها كان يرأس لجنة إصلاح المنظومة التربوية. وقد هالني ما جاء من مغالطات وسفاهة تدل على أن الرجل أميّ بالمعنى الأكاديمي للكلمة، وهو الذي قيل إنه دكتور، وهو بعيد كل البعد عن أبجديات الأفكار العصرية.. جاءت أفكاره من نوع >أرض ـ أرض< ، بالتعبير الفرنسي، مما تتناوله السوقة في المقاهي..مستوى من التفكير شجعني على كتابة رد، أعترف أنه متشنج، أحاول أن أدحض فيه مزاعمه..كتبت الرسالة باللغتين وأرسلتهما إلى الخبر والوطن، لكن بعد الزوال وصلت إلى قناعة أنهما لن ينشرا شيئا، فـأرسلت النسخة العربية إلى الشروق اليومي عشية نفس اليوم..الشروق اليومي كانت ثالث يومية أقرأها بانتظام، وعمرها، آنذاك، أقل من أربعة أشهر..وفي اليوم التالي، وكما كنت أتوقع لم تنشر لا الخبر ولا الوطن الرسالة، وكما لم أتوقع نشرت الشروق اليومي الرسالة.. نشرتها لأن الجريدة كانت قد تبنت طرح الدكتور علي بن محمد والداعي إلى مدرسة أصيلة ومتفتحة، (وبالمناسبة، أظهرت الوقائع والممارسات صواب كل آرائه)..الحاصول، مساء ذلك اليوم هاتفني عبدالله قطاف، (فقد أدرجت رقم هاتفي في ذيل الرسالة) ليتم التعارف وكلمت في نفس اليوم الأستاذين سعد بوعقبة وبشير حمادي..ليقترح علي عبدالله المساهمة معهم، فكانت البداية ..

فلا هي طفرة ولا هي فطرة، ربما لبيداغوجية بشير حمادي الذي علمني بالهاتف كيف أختصر ومتى يجب علي أن أشرح، وقد يكون لأخي عبدالقادر، أستاذ اللغة العربية، ضلع في ذلك: فأعطيه العمود ليصحح أغلاطه النحوية، فيمارس عليّ الرقابة .

ولماذا دخلت الصحافة متأخراً؟

شوف!… هذه كانت فرصة لمديح أعتز به: فقد سألني بعض من تعرفت عليهم من الصحافيين في الدزاير< ، وهم يرون شيـبـي، عن أي الصحف كنت أكتب فيها قبل الآن، وتحت أي اسم مستعار؟ .

يُقال أن علاقتك بعبد الله قطاف كانت مميزة؟

في هذه اسأل عبد الله..لكني أقول لك إن الرجل يمثل الوجه المشرق من الصحافة الوطنية: أنا لا أملك معاييركم التي تقيّمون بها الصحافة والصحافيين، لكني من منطلق الكتابة الهادفة المركزة، يمكنني أن أقول أن لا أحد يضاهي عموده ولم أجد فيكم أكثر انضباطا منه..ويمكنني أن أشهد، من خلال الأيام القليلة والمتقطعة التي كنت أقضيها في الدزاير< ، أن عبد الله قطاف يتحول إلى صيرفي فينيقي عندما يدقق في الحسابات وفي المصاريف..>ما يعرف بوه من جدّو< ، منذ أن كان للجريدة نصف صفحة إشهار، أخبرني عبد الله بمستقبلها وكيف ستتدرج وكيف ستصبح الأولى وطنيا ووقفت على ذلك ورأيتها تكبر ولكن.. ولكن >راك شايف< كيف أصبحت وأين هم أهلها .

لماذا توقفت عن الكتابة في الشروق؟

أنا لم أتوقف، بل طُـردت. وكنت أتوقع طردي وانتظرته، خاصة أني لم أغير من خطي، بعد التوجه الجديد للجريدة مع طاقمها الجديد..وكنت أنتظره بعد التغييرات التي بدأت بتغيير مكان العمود، وبين قوسين علمت يومها مكانة الصفحة الأخيرة لديكم، وانتهت بإلحاقي بالصفحة الثقافية التي تغيب وتحضر حسب الضغط..كنت أتوقع ولم أعطهم أي فرصة: فقد كنت دوما أرسل ثلاثة أعمدة كاحتياط وحتى يكون لهم الاختيار .

مدير التحرير ولدى اتصالنا به قال أنك مريض وستعود للكتابة ريثما تتعافى؟

آسف، لا أدري كيف يقول هذا، وأنا لا أعرفه ولم يكلمني في يوم من الأيام، ولم أر صورته إلا في الجزيرة، مع أني قضيت أشهرا تحت إمرته..ولم تنقطع كتابتي حتى طيلة مكوثي في المستشفى .

وحاليا أين تكتب؟

أنا تحت إمرة الأستاذ نصر الدين قاسم، في يومية الحوار، وهي جريدة تشبه الشروق اليومي في أيامها الأولى، واستغلك بل أرجوك أن تروج لموقعها الإلكتروني :

www.elhiwar-dz.com

ومن أين استلهمت عنوان عمودك حجرة في السباط< ؟

هو تعبير ادزيري< أعجبني، تعبير ينبه السامع أني لا أستطيع ردّ الأذى بمثله ولكني ألفت انتباه المؤذي أني موجود ويمكن أن أدمي قدمه إلى درجة ما، دون توقيفه تماما ولكن، كذلك، دون أن يمكنه السير بانتظام .

هل يعرفك قراؤك في مدينة البيض حيث تمارس عملك؟

طبعا، فالبيض قرية بالمفهوم الاجتماعي للكلمة .

هل تتحدث معهم في السياسة أم لا؟

وفيمَ يتكلم الجزائريون، إن لم يتكلموا عن السياسة؟ ··

وهل تأخذ من علاقتك بهم أية مواد لعمودك؟

لا!، لم يحدث أن اتخذت من المحليات البيضيّة موضوعا لما أكتب..قد يطرح عليّ قرّاء الشروق اليومي مشاكل محلية يمكن أن أتناولها إذا كان لها ارتباط بالشأن الوطني..تحاشيت أن أدخل في النزاعات المحلية..وقد لا تعلم أن لا أحد، من القراء على مستوى الوطن، كان يعرف سكناي قبل أن يذكر ذلك الأستاذ بوعقبة وهو يهنئ ابني فاروق بالباك سنة ,.2002 حاول بعض المتخاصمين محليا توظيفي في نشر وجهات نظرهم لكني رفضت، وتفهم الكل موقفي وقالوني < ...

من يقرأ لك يحس أن لديك مقدرة أدبية كبيرة على كتابة القصة أو الرواية لماذا لم تحاول ذلك؟

كل من يقرأ ويكتب في رأسه مشروع رواية، ويكذب من يقول العكس..فيهم من ينتظر لما بعد العسكر ليبدأ، ومنهم من ينتظر التقاعد وفيهم من يمني نفسه أنه سيبدأ فور انتهائه من بناء السكن، أو مباشرة بعد تزويج المازوزي< ، ومنهم ومنهم..حتى أنك تجد عجوزا أمية تقول متحسرة: >لو كنت (قارية) لكتبت مسلسلات أحسن من التيلي< ، ..الآن لا أعتقد أنه بإمكاني أن أنضم إلى هؤلاء المبرمجين <.

بصراحة لماذا أخفيت مرضك عن الجميع ولم نعرف بذلك إلا عن طريق الزميل بلخن في مقالة كتبها عنك في أسبوعية الحقائق< ؟

بلخن أصيل، ولم أخف عن أحد مرضي، كل من سأل عني عرف..أنا لست شخصية عامة وغير منتظر مني أن أتلفن إلى كل معارفي لأخبرهم بمرضي..ولمعلوماتك كان أول العارفين به، قبل بقية أهلي، هما السيد علي فضيل والدكتور حميدي .

وحاليا أنت تتعافى وفي صحة جيدة؟

الحمد لله….شوف…دائما أتذكر القول الكريم: ..وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم< .. فقد كانت فرصة شخصية للتأمل، وما كنت لأتعرف على أطباء زاد اعتزازي بزمالتهم وشرف الانتماء إليهم لولا المرض...تعرف؟.. الطب غير الصحافة: الزمالة فيه شيء مقدس. الطب، هو الآخر، فيه نزاعات وحسد وتنافس، لكنها نزاعات تحتدم بشكل راق ومتحضر، وليس عراك الزبالين، (بالتعبير الفرنسي)، الذي وقفت عليه في الصحافة .

ما هي تجربة الطبيب عندما يتحول إلى مريض؟

هي مزحة يقولها لي مرضاي: وهل حتى الطبيب يمرض؟…لكنها تجربة صعبة أولا على الطبيب الذي يعالج الطبيبَ… كان على البروفيسور عسله حسين وفريقه بقيادة الدكتورة علي عروس والدكتور شيخي، كان عليهم مواجهة مريض يعرف ما ينتظره..مريض لا يمكنهم الالتفاف حول الكلمات أو مداراة التعابير القاسية..كان عليهم ترك أساليب التهوين التي نستعملها عادة إجابة لتساؤلات المرضى..الدوران ممنوع واللف مستبعد: الطبيب المداوي متأهب لأسئلة يعرف أنها محددة ويستعمل ذكاءه الأكبر في اقتناء الكلمات المناسبة وغير القـــابلة للتأويل..مهمته صعبة..التفوا حولي كلهم وأصبح همهم التسريع

المزيد


عيـاش سنـوسي

سبتمبر 27th, 2007 كتبها جمال بن عودة نشر في , بدون تحفظ,

,

كتبت ”اذكروا عصاد بخـير” فسُجِـنت

عياش سنوسي، بعد سنوات عديدة قضاها في الصحافة المكتوبة، يفتح صفحة جديدة مع الميكروفون في الإذاعة الدولية، يتحدث عن طرائف ومغامرات من وحي تجربته الخاصة في عالم مهنة المتاعب ويقول إنه ما زال يعشق فيه الروبورتاج، الذي طالما حرّك فيه بواعث الكتابة عن الجزائر العميقة ·

بعد سنوات طويلة في الصحافة المكتوبة تغامر الآن مع الميكروفون وتقول لبعض الزملاء توحشت نكتب روبورتاج< ·· ضجرت هكذا سريعا من العمل الاذاعي وتحن الى الصحافة المكتوبة؟

لم أضجر، فالتجربة الإذاعية جميلة وممتعة ومفيدة رغم قصر عمرها، أما الكتابة الصحفية فهي وسطي الطبيعي، ولا يمكنني هكذا في لحظة أن أنسى مهنة عشقتها وسجنت بسببها ولا زلت أعشقها ولم أنقطع عنها ·

هادىء ولم تتعصب حتى وبعض الصحفيين في القناة الاذاعية الدولية يرتكبون أخطاء من وحي تجربتهم القصيرة مثل المتمردون الصحراويون< ··؟

أثبتت الأيام صدق من قال إن المعرّبين هم سبب بلاوى بعضهم، فمنذ إطلاق الإذاعة انبرى لها بعض الأقلام المحسوبين على المعربين متوهمين بأنهم سيأتون بالسبع من أذنيه< (··) وما فعلوا سوى أنهم أهانوا أنفسهم ليس إلا، وما قيل عن الإذاعة الدولية مجرد ترهات من نسج خيال بعضهم لغاية في أنفسهم أو للانتقام من مسؤوليها ليس إلا ·

بصراحة لم تقلقنا تلك الكتابات لأني أعرف أصحابها وتفكيرهم ومحدودية مستواهم ومن يتولى تصحيح وتصويب مقالاتهم، ثم إن الأخطاء الكارثية< التي تحشو بها الصحف لا يعلمها إلا الله ومع ذلك لا أحد يتكلم عنها·· فهل ترى طبيعيا أن يكتب صحفي >السكنات التي يسكنها الساكنون< (··) وهل طبيعي أن تكون الجرذان >فئران ذات الحجم الكبير < ·(···)

صحيح أنك جليدي الأعصاب دوما ···

يفترض في صاحب المهنة سيما بالإذاعة، أو هكذا يبدو، أن يكون جليدي الأعصاب هادئا وإلا فإنه لن يفلح في التعامل مع محيطه وزملائه، فالنرفزة كثيرا من ثبطت العمل وأقلت الجهد ولو كان مهما ·

عياش سنوسي برز بشكل لافت للنظر في يومية الخبر< عن طريق الروبورتاجات الاجتماعية·· وتنقلاته بين أقسام هذه الجريدة؟

بل إن بروزي بدأ مع الشروق العربي< في أوج انتشارها مطلع التسعينيات، وأنا أعتز بها لأنها كانت انطلاقتي الرئيسة بمهنة المتاعب مثل اعتزازي بتجربتي في صدى الملاعب والملاعب لاحقا·· لكني لست راضيا عن تجربتي بالخبر رغم طول التجربة بها لأني كنت أشعر أنني كنت مقيدا مثلما قيد غيري ·

صحيح أنهم كانوا يشيدون بكتاباتي لكنهم لم يمنحوني الفرصة الضرورية لذلك·· فالروبورتاج لا يعني الكتابة عن قنوات صرف المياه ببراقي أو ظهور دودة عجيبة بالخروبة أو إهتراء الطرقات ببن طلحة أو انقطاع الكهرباء بالحراش·· الروبورتاج أعمق وأبعد من ذلك، وللأسف ذلك ما تفتقده الخبر< اليوم ·

وددت لو تذكر لنا حوادث طريفة من وحي تجربتك في الخبر؟

بل مضحكات·· مرة منحتني إحدى شركات السيارات سيارة نظير الخدمة التي قدمتها·· هكذا سيارة دفعة واحدة(···) · الحكاية أن الجريدة نشرت مقالا مليئا بالمعلومات الخاطئة عن الشركة ولما حاولت الأخيرة نشر رد طلبت ذلك مني بحكم تعاون سابق معها، وبعد ثلاث محاولات فاشلة اتصل أحد مسؤوليها بمدير الصحيفة يطلب منه نشر التوضيح، بيد أن هذا الأخير ثار بمجرد أن علم أنني أكدت لهم قانونية الأمر، وبقية الحكاية معروفة وقد ذهبت سخرية بالجريدة لدرجة أنه كلما حاول الزملاء الترويح عن أنفسهم إلا وسألوني عن السيارة الهدية·· المفارقة أن هذه الشركة صارت بعد أيام المتعامل الوحيد مع الجريدة في مجال الطمبولا، ده ربنا لو حاجات< على حد تعبير الفنان عادل إمام ·

المعاملة بالمكيالين لم تكن تسر أحدا، فبينما يحرم البعض من التعاون مع الصحف الأجنبية أو حتى الوطنية ولو كانت من نفس المؤسسة يشجع الآخرون على ذلك·· مرة طلب مني رئيس التحرير الكف عن التعاون مع إحدى الصحف الأجنبية فرفضت وطلبت منه توقيع عقد احتكار للتوقف عن التعاون فبَهُت ·

في الشروق العربي< كانت البداية بمقالات بدت مثيرة في زمن كانت فيه الصحف قليلة الانتشار بسبب أزمة التوزيع، ومع ذلك أثبت أنك مقاوم بطريقة ما، حتى وأنت تنام في أماكن العمل وعند الأصحاب وحتى في مقهى بسبب الأزمة الأمنية؟

بل إنني إلى وقت قريب كنت متشردا بلا مأوى أنام أحيانا بالمقاهي والفصول الأربعة< ·· أما النوم بمكان العمل فكان مكتوبا سيما في تجربتي السابقة بصدى الملاعب·· ولا عيب ·

حدثني عن قصة سحقك من طرف القضاة< بسبب مقالة لك عنهم أمضيتها في الشروق العربي<·· ودخلت السجن بسببها؟

لا·· ليست لدي أي مشكلة مع القضاة، بل إنني أحترمهم وأحترم سلك العدالة كله من المحامي إل

المزيد

الجزائر .. اين نقابة الصحفيين؟؟


الصحفي عبد النور بوخمخم للمستقبل:

اتفاقية جماعية، سلم أجور، بطاقة وطنية موحدة، جدول وطني للصحافيين هي مطالبنا الأساسية


أجرى ال
حوار: حميد . ك
يعتبر الصحفي عبد النور بوخمخم بجريدة الخبر من جيل الصحافيين الذين فرضوا اسمهم بقوة على الساحة الإعلامية في العشر سنوات الأخيرة، حيث عمل في العديد من الصحف
الجزائرية المرموقة الناطقة باللغة العربية كالشروق اليومي، والجزائر نيوز واليوم والمحقق السري، وتولى عدة مناصب مهنية من صحفي إلى رئيس قسم سياسي ومدير عام دورية متخصصة، وأهم ما يميز هذا الصحفي شغفه بالعمل النقابي وقدرته الكبيرة على الاتصال ورغبته في إعادة تنظيم رجال الإعلام في أطر نقابية وجمعوية لترقية المستوى المهني والاجتماعي للصحافيين، جريدة المستقبل التقته وأجرت معه هذا الحوار، تابعوا:
- كيف بدأت قصتك مع
الصحافة؟
بدأ مشواري في
الصحافة عندما التقيت في خريف 2000 صديقا قديما من أيام الجامعة كان حينها يتعاون مع بعض الجرائد، رافقته إلى مكان عمله في دار الصحافة بالقبة، وفي المدخل رأيت لافتة مكتوبة عليها الشروق وسهم متجه إلى مقرها، في لحظة ما قررت أن أترك صديقي وأتوجه إلى الشروق لأطلب لقاءا مع رئيس التحرير و أطلب العمل فيها، وهناك التقيت لأول مرة حسان زهار الذي كان متفتحا جدا و تناقشنا لساعتين في كل الشؤون، طلب مني أن أكتب له شيئا، وفعلت، وجئته بأول مقال لي تناول الوضع السياسي المتفجر حينها في منطقة القبائل، أظهر إعجابا به ونشره لي نفس العدد من الشروق، ومنذ ذلك اليوم بدأت عملي بشكل رسمي ودائم في الصحافة.

ـ قفزت من العلوم الدقيقة إلى مهنة المتاعب، هل كان اختيارك هذا حبا ورغبة أم مكره أخاك لا بطل؟
أنا تحصلت على بكالوريا علوم دقيقة ، وسجلت أولا في شعبة العلوم الدقيقة بالجامعة، وفي مرحلة لاحقة اخترت دراسة التاريخ، الذي أحمل ميلا شخصيا إليه لأنني أقرأ فيه كثيرا من أسباب التناقضات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي نعيشها اليوم ويغيب عنا تفسيرها أو نقدم تفسيرات سطحية.
و برغم أن تكويني الأصلي في العلوم الدقيقة، إلا أني جئت إلى الثانوية العام 1990 في فترة غليان سياسي في البلاد، و كنت مداوما على قراءة الصحف اليومية، وكنت أشتري في الغالب نسختين منها، الخبر التي كانت جريدة كل
الجزائريين ثم فيما بعد "لوكوتوديان دورون" التي من خلالها طورت فهمي للغة الفرنسية و كان محدودا من قبل، هذا أمدني بشيئين مهمين، من جهة مستوى من الثقافة السياسية والاطلاع على اتجاهات الحدث الوطني ومن جهة أخرى تحكم في اللغة الصحفية بنوعيها الخبري والوصفي، كانا كافيين لأنجح في أول اختبار لي في مشواري الصحفي.


- تنقلت عبر عدة صحف جزائرية ما سر عدم استقرار الصحفيين في أكثر من جريدة؟
أذكر أن زميلنا وأستاذنا القدير والودود جدا، نصر الدين قاسم قال لي مرة أنه اشتغل، في 12 عنوان صحفي رق ، اما زميلنا الآخر محمد بوازدية فلم يعد يذكر العدد لأنه أكبر بكثير، إذن أنا لم أشذ كثيرا عن القاعدة الغالبة، ربما هي طبيعة المهنة ذاتها هكذا لا يمكن أن تتحمل ضغطها دون ان تقبل معها ان تكون طائرا سائحا.

- ما هي الجريدة التي تعلمت منها أكثر، وقضيت فيها أجمل أوقات حياتك المهنية؟
تعلمت من كل الجرائد التي اشتغلت فيها ومن مسئوليها أيضا


إلى أين وصل ملف إسكان الصحافيين؟
لجنة إسكان الصحافيين بدأت فكرة ومبادرة من مجموعة من الصحافيين الذين هم بحاجة إلى سكن والذين اصطدموا بعدم وجود فرص للسكن، واعتقدوا أن أولى الأبواب التي يجب طرقها هي وزارة الاتصال على أن تكون هي الوسيط مع قطاعات حكومية أخرى التي تكون معنية بملف السكن ولا نخفي سرا إذا قلنا بأننا كنا نستعمل أسلوب الإحراج والضغط على وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة آنذاك عبد الرشيد بوكرزازة وكان ذلك متاحا لنا بشكل أسبوعي على هامش الندوة الصحفية التي تعقب مجلس الحكومة والتي كان ينشطها الوزير بوكرزازة، وهذا الضغط جاء بنتيجة في نهاية المطاف في أوت 2008 عندما استدعانا وزير الاتصال إلى مقر الوزارة وطلب منا انتداب مجموعة من الصحافيين يمثلون باقي زملائهم ويقومون بمتابعة الاتصال مع الوزارة المعنية.
من هم الأعضاء الذين تم انتدابهم لتمثيل الصحافيين؟
تم اختيار أربع زملاء من
الصحافة المكتوبة وهم الزميل عبد اللطيف بلقايم من الجزائر نيوز، والزميل مقران آيت العربي من جريدة الوطن، والزميلة كريمة بوعباش رئيسة تحرير المسار العربي سابقا والمتحدث من جريدة الخبر، ثم أضفنا زميل آخر من التلفزيون هو عبد العالي مزغيش يمثل الصحافيين في التلفزيون، والزميل محمد لمسان ويمثل صحافيي الإذاعة الجزائرية وبطلب من الوزارة تم إضافة ممثل عن النقابة الوطنية للصحافيين ممثلة في الزميل نذير بن سبع، وطلب منا أن نعد قائمة أولية بأسماء الصحافيين المرشحين للحصول على سكن على أساس أنهم في حاجة إليه، وطلبنا ملفات من معظم الجرائد ووسعنا التمثيل ليشمل مندوب من كل جريدة، وبدون مبالغة كان عملا كبيرا ومجهودات كثيرة بذلت من طرف الإخوة الصحافيين كمندوبين للجرائد أو من طرف اللجنة المصغرة.
على أي أساس تم ضبط القائمة الأولية للصحافيين؟
تم ضبط القائمة على أساس سلم أولويات بكل شفافية وسلم تنقيط أخذ بعين الاعتبار الراتب الذي يتقاضاه كل شخص، والوضعية العائلية إن كان متزوجا أم لا، أخذ بعين الاعتبار أيضا الأقدمية، ففيه صحافيين قدماء في المهنة ومع ذلك لم يتحصلوا على سكن وهذا شيء منطقي لأن الأولوية لألئك الذين تشردوا أكثر من غيرهم رغم أن الجميع قد تشرد في قضية السكن.
وهل قبلت وزارة الاتصال القائمة كما هي أم أجرت عليها بعض التعديلات؟
وزير الاتصال السابق عبد الرشيد بوكرزازة مشكور يكتب له من بين حسناته الكثيرة أنه أخذ القائمة كما هي وأرسلها في مراسلة رسمية لوزير السكن الذي تفضل بدوره في نفس اليوم تقريبا بإرسال القائمة مرفقة بمراسلة رسمية إلى والي العاصمة للتكفل بالموضوع لحل مشكل السكن وهذه العملية تمت منذ ثلاثة أشهر تلقينا تطمينات من المسؤولين في ولاية العاصمة بأن الملفات سيتم التكفل بها لكننا إلى اليوم لسنا مطمئنين تماما لأنه لم تقدم لنا أجال زمنية محددة متى سيتم إسكان الصحافيين فعلا عبر مشروع للسكن التساهمي.
بعد أن أصبحت وزارة الاتصال تابعة للوزارة الأولى كيف كانت نتائج اتصالكم بالوزير الأول أحمد أويحيى؟
اتصلنا بالوزير الأول السيد أحمد أويحيى تكلمنا معه حتى عشرين دقيقة تقريبا واستمع إلينا بانتباه شديد وانتدب أحد أعضاء ديوان الوزير الأول ليقوم بالتنسيق معنا، وقد التقينا به مرتين في مكتبه، وطلبنا منه التدخل ووعدنا بأن الأمر سيحل.
ما هي الأسباب في نظركم التي جعلت مختلف الحكومات المتعاقبة تفاخر بإنجاز مئات الآلاف من السكنات في حين يوجد نحو ألف صحفي من نخبة المجتمع يعانون من أزمة سكن منذ سنوات؟
القضية متعلقة بتنظيم الصحافيين أنفسهم وليست متعلقة لا بأسباب سياسية ولا غيرها، القضية متعلقة قدرة الصحافيين على مواصلة مساعيهم للحصول على سكن ومدى حيازتهم على النفس الطويل لأجل تحقيق هذا الغرض، إذا استمر تجنيد الصحافيين وتنظيمهم وإصرارهم وإلحاحهم على حل هذا المشكل سيحل حتما لأن التجربة أثبتت بأن كل المراحل التي مررنا بها إلى الآن هي مراحل إيجابية خاصة عندما وصلنا إلى النقطة النهائية أين والي العاصمة يبعث رسالة إلى وزير السكن منذ شهر تقريبا يعلمه بشكل رسمي أن الملفات المتعلقة بإسكان الصحافيين سيتم التكفل بها وهذه مراسلة رسمية وورقة ضغط في يد الصحافيين من أجل دفع المؤسسات الرسمية لتكمل المشروع كما هو متفق عليه.
ما هي الخطوة المنتظرة في هذه المرحلة؟
نحن ننتظر الآن الإعلان عن آجال بداية المشروع وتسليمه ومكانه والإجراءات المادية والتقنية المطلوبة في المدى القريب من الصحافيين حتى يترشحوا للاستفادة من هذا المشروع، هذا ما ننتظره أن يعلن، وهذا ما طلبنا من السيد الأول أن يتدخل لإقراره وهذا ما وعدنا به من الوزارة الأولى أنه سيتم في القريب العاجل، من قبل كنا نعتقد أن الموعد الانتخابي في 16 آفريل الفارط ستجعل معظم السلطات الرسمية في انشغال وربما ستجعل معظم السلطات الرسمية في انشغال وربما وقتها لا يسمح والآن لم يبق فيه عذر ويجب على الصحافيين أن يعيدوا بعث الملف من جديد للظفر بما تم الاتفاق عليه.
السكن التساهمي قد لا يناسب كثيرا من الصحافيين الذين تقل أجورهم عن 24 ألف دينار جزائري كحد أدنى أو حتى الذين تفوق أجورهم 72 ألف دينار على قلتهم، وحتى من يتوفر فيهم هذا الشرط يطرحون إشكالية تسديد الدفعات المالية في فترات زمنية قصيرة، كيف ستعالجون هذا الإشكال؟
أولا فكرة إسكان الصحافيين التي مشينا فيها بالتنسيق مع السيد وزير السكن والسيد وزير الاتصال تنبني على مبدأ أساسي هو أن الصحافيين ليسوا فئة عليا أو متميزة أو لها فضل على بقية
الجزائريين بمعنى لا يتاح لها إلا ما يتاح لبقية الجزائريين وبالتالي تجربة إسكان الصحافيين ستستأنس بتجارب مماثلة في قطاعات مهنية أخرى من بينها التعليم العالي، الصحة، من بينها الشرطة أين تم التفاوض بشكل قطاعي بين الوزارة المعنية ووزارة السكن من أجل تجسيد مشروع تساهمي يساهم في الدفع للاستفاد منه لأننا إذا ذهبنا إلى السكن الاجتماعي فهذا لديه شروط أخرى ولا يمكن بأي حال من الأحوال لا للصحافيين ولا لغيره أن يفرضوا على الدولة أنها تعطي السكن الاجتماعي خارج ما هو محدد قانونا، لذلك فإن لجنة إسكان الصحافيين تقول أنه في حالة ما إذا تم مشروع السكن التساهمي ووجدنا أن فئة كبيرة منهم لا تستطيع الاستفادة منه بسبب ضعف إمكانياتها المادية للدفع المسبق للسكن ستسعى من جهتها لتمرير ملفات الصحافيين الذين هم في حاجة إلى سكن عبر قنوات شخصية طبعا بمعنى مساعدتهم على مستوى البلديات التي يقيمون فيها أو التي أودعوا فيها ملفاتهم بشكل قانوني وشفاف وعادل.
ملف إسكان الصحافيين كشف عدة اختلالات يعاني منها الصحافيون مهنيا واجتماعيا وما مشكل السكن إلا حلقة من سلسلة المشاكل التي تواجه الصحافيين، فهل هناك نية لترقية هذا التكتل غير المسبوق في تاريخ
الصحافة الجزائرية لمواجهة هذه المشاكل؟
الأكيد أن عدد كبير من الصحافيين ليس له التأمين الاجتماعي المطلوب، يعني أننا نفتقد إلى أبسط القواعد المبنية في عقد العمل، فيه بعض الصحافيين للأسف أجورهم متدنية جدا، لأننا أثناء عملية فرز الملفات طلبنا أن يكون للصحفي كشف راتب وشهادة عمل التي تثبت أن المعني يعمل بشكل منتظم في قطاع
الصحافة لأنه يجب أن تكون له القدرة المادية لدفع المستحقات التي ستترتب عليه في حالة استفادته من سكن، وللأسف وجدنا الكثير الكثير بل المئات من الصحافيين الذين لا يتوفرون على أدنى هذه الشروط، ففي البداية بلغ عدد الصحافيين الذين أبدوا رغبتهم في المشاركة في الاستفادة من سكن بلغ 1400 شخص، ولما طلبنا منهم تقديم الملفات كان هناك حوالي 900 ملف دفع، فلما ذهبنا إلى عملية فرز الملفات لم يبق سوى نحو 500 ملف والبقية كلها بشكل أو بآخر لم تستوف الشروط المطلوبة وهي كشف راتب، وصل الضمان الاجتماعي وهذا أحالنا إلى مشكلة أكبر من السكن والذين كنا نعاني منه منذ سنوات وهو افتقادنا لإطار نقابي قوي حتى يستطيع الصحافيون الدفاع عن حقوقهم المهنية والاجتماعية، وهذا دعانا إلى التعجيل بإطلاق إطار نقابي جديد يضم الصحافيين، ومشروع إنشاء نقابة لم تخرج من رحم لجنة الإسكان وإنما فكرة مستقلة ملك لكل الصحافيين وليست تابعة لأي جهة، ولكن هناك جزء من الإخوة الذين هم في لجنة إسكان الصحافيين يؤمنون بأنه لا بد من التعجيل في إطلاق إطار نقابي جديد، ارتأينا أن يكون تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ونقولها بصراحة نحن كصحافيين نحاول إيجاد الأدوات التي تعجل بتحقيق مطالبنا المهنية والاجتماعية نرى أن الاستعانة بمظلة الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي هو بواقع الحال هو الشريك الاجتماعي الرسمي للحكومة وهو من الأوراق المهمة التي يجب أن يلعبها الصحافيون من أجل التعجيل بحل مشاكلهم.
ومتى سيتم تنظيم المؤتمر التأسيسي للفدرالية الوطنية للصحافيين
الجزائريين؟
الفدرالية الوطنية للصحافيين
الجزائريين وهي نقابة تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين تم اعتماد لجنة تحضيرية وطنية من قبل قيادة الاتحاد العام للعمال الجزائريين وهذه اللجنة بدأت في العمل منذ أشهر وأنهت إلى الآن كل الوثائق الأساسية المطلوبة للمؤتمر التأسيسي والذي سيكون في القريب العاجل جدا، فهناك لائحة مطالب اجتماعية ووطنية ولائحة تنظيمية، وقبل كل ذلك سبقت عملية تحسيس كبرى سعت لجس نبض الصحافيين الذين هم راغبون في الانخراط في المشروع، ولا أخفي سرا أننا لما قمنا بهذه العملية تجاوز عدد الصحافيين الذين وقعوا بأسمائهم وعبروا بشكل رسمي وشخصي عن دعمهم للمشروع تجاوز 500 صحفي وهذا كان انتصار كبير لنا لأنه أثبت أن الصحافيين في حاجة إلى هذا الإطار التنظيمي والنقابي وهم بحاجة إليه في وقت قياسي ملح لا يجب أن يتأخر وكل الظروف مهيئة ونحن بصدد التنسيق مع الاتحاد العام للعمال الجزائريين لتحديد تاريخ المؤتمر في القريب العاجل.
قدتم في 2004 مشروع إنشاء نقابة للصحافيين، ولكن لم تكتب له الاستمرارية فما هي أسباب إجهاض هذا المشروع؟
هذا ما كنت أقصده عندما قلت بأنه دفعنا إلى التعجيل بإنشاء نقابة جديدة، فهذا الهم يراود الصحافيين منذ فترة طويلة، فتجربة إنشاء نقابة للصحافيين في 2004 هي إحدى التجارب التي للأسف لم تؤت ثمارها وتضاف إلى تجارب أخرى فيها ما نعرفه وربما ما وئد في مهدها، أقول باختصار أن تجربة إنشاء نقابة للصحافيين في 2004 مثلها مثل تجارب أخرى سبقتها أو جاءت بعدها سنأخذ بحسناتها لنثمنها في المشروع الجديد وسنقصي سيئاتها حتى لا تكون حاجزا أمام تطور المشروع الجديد.
ما هي حسنات وسيئات مشروع نقابة 2004؟
بشكل عام أستطيع أن أقول بكل صراحة أهمها نقص الاتصال ما عملنا على تفاديه بشكل كبير جدا في قضية السكن، كأي مشروع مطلبي إذا لم يكن فيه ما يكفي من أدوات اتصال كافية في الوسط المعني بالانخراط، وهذا ما عملنا بشكل حثيث أننا لا نكرره في العمل المطلب في لجنة إسكان الصحافيين، والكثير من الزملاء يشهدون أننا عملنا على توزيع المعلومة بكل تفاصيل على أكبر عدد ممكن من الصحافيين حتى تكون الناس مطلعة وحتى نتفادى محاولات التشكيك، القضية الثانية التي أجهضت تجربة 2004 أن النسبة الكبيرة من الصحافيين الذين تحركوا فيها كانت لديهم تجربة حديثة نوعا ما، ولم يكن لهم ما يمفي من النفس الطويل ربما أهدروا طاقاتهم في الأشهر الأولى من المشروع وعندما بدأت التحديات الأكبر التي كان يفترض أن تخصص لها طاقات أكبر لم يكن هناك من النفس لمواصلة المشروع.
أسستم مؤخرا نادي للصحافيين البرلمانيين بالتنسيق مع المجلس الشعبي الوطني فما هي الأهداف المرجوة من هذا المشروع؟
هذا النادي إحدى المبادرات التي قام بها الزملاء الصحافيين المعتمدين في البرلمان أو حتى الذين هم غير معتمدين ولكنهم مهتمين بتغطية نشاطات المجلس الشعبي الوطني، والهدف تأسيس فضاء حر للنقاش يكون وسيلة تكوين للصحافيين ويحاول أن يكون وسيط بين الصحافيين ومختلف مؤسسات التكوين من أجل الاستفادة خاصة في ظل تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال وظهور أدوات جديدة للعمل المهني والتي لا يمكن الاستغناء عنها ولكن الكثير من الصحافيين يفتقدون إليها نحاول من خلال نادي
الصحافة البرلمانية أن نكون الوسيط الذي يتيح فرص التكوين، ويلعب دور الوسيط في الحصول على المعلومة داخل البرلمان، ثالثا يحاول النادي أن يكون وسيلة اتصال مباشرة مع الصحافيين لإدخالهم في حركية البرلمان، وهذه ليست بدعو بالنسبة للصحافيين الجزائريين هناك تجارب كبيرة ومثمرة جدا نذكر مثلا في لبنان وفرنسا وفي مصر والكويت أين توجد جمعيات للصحافيين البرلمانيين والتي تأخذ مبررها من تميز هذا الأداء الإعلامي الذي يتطلب الاحترافية والتخصص ويتطلب أيضا أدوات جديدة.
ما هي المشاريع التي شرعتم في العمل على تجسيدها على مستوى نادي الصحافيين البرلمانيين؟
الخطوة الأولة والتي عندها شهر الآن أين أطلقنا دفعة أولى من حوالي 120 صحفي للاستفادة من الرخصة الدولية لقيادة الكمبيوتر، وكما تعلمون فإن معظم الصحافيين
الجزائريين يتحكمون جيدا في الآليات الأساسية في الإعلام الآلي لكنهم يفتقدون لشهادات تثبت أنهم يتحكمون في الإعلام الآلي وهذه الشهادات أصبحت مطلوبة الآن في دورات تدريب في الخارج وتدخل في ملفات التوظيف في وسائل الإعلام الخارجية في الوقت الحاضر، وقد قمنا بعدة اتصالات على مستوى عدة قطاعات وزارية وعلى رأسها وزارة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال وتم بعد إلحاح ومتابعة من الزملاء في نادي الصحافة البرلمانية الاتفاق على أن تقوم وزارة البريد بالتغطية المادية لتكوين دفعة أولى من الصحافيين والتي ستبدأ في بداية ماي 2009، وقبل أن نصل إلى هذا الحل كنا أجرينا اتصالات على مستوى مؤسسات أخرى معنية بتقديم هذه الخدمة وتوفيرها طلبت منا 16 ألف دينار لكل صحفي ولأننا نعرف وضعية الصحافيين الجزائريين تجاوزنا هذا المشكل وأقنعنا القطاعات الحكومية بأنها هي التي تتكفل بهذا الغلاف المالي نيابة على الصحافيين وهي مشكورة على ذلك كما هم مشكورين السادة المسؤولين في المجلس الشعبي الوطني لتقديمهم الدعم.
تحتفل
الصحافة في 3 ماي بعيدها العالمي فكيف تقيم تجربة الصحافة الجزائرية في مختلف الجوانب؟
الصحافة الجزائرية بعد 19 سنة من التعددية الإعلامية قطعت أشواطا كثيرة حيث تمكنا من تحقيق مجموعة من المكاسب لا يمكن إنكارها أهمها أنه توفر لنا مجموعة من المؤسسات الإعلامية التي يمكن أن نقول بأنها مستقرة ـ وأتكلم هنا عن الصحافة المكتوبة ولا أتحدث عن السمعي البصري الذي هو نقاش آخر ولا أعتقد أن هذا هو مجاله ـ وأن هذه المؤسسات الإعلامية رسخت آليات إدارية في عملها والتي هي نتاج عمل كبير ويمكن أن نقول أنها مستقرة وأن سوق الإشهار واكب هذه التجربة واستطاع أن يمنحها شروط الاستقرار المادي، والآن لدينا جيل جديد من الصحافيين الذين شقوا طريقهم نحو الاحترافية وتبنى فكرة أن تصبح الصحافة مهنة حياة لأنه منذ سبعة أو ثماني سنوات كانت النسبة الأكبر من الجيل السابق اختار الصحافة لأنه لم يجد ما يعمل أو أنه اختار الصحافة في انتظار أن يجد أفضل في قطاعات أخرى، والآن هناك نسبة مقروئية واسعة، ويجب أن نعرف أنه أن الجريدة الأولى والثانية على مستوى المقروئية العربية موجودة في الجزائر وهذا مكسب كبير أن الصحافة الجزائرية تطبع يوميا وتسوق يوميا ثلاث مرات أمثر مما تسوقه الصحافة في بلد جار لديه نفس الوعاء الديمغرافي ونفس الشروط الاجتماعية مثل المغرب وهذا مكسب كبير، ولكن من جهة مازال الصحافيون الجزائريون لا يملكون اتفاقية جماعية تحدد بوضوع سلم الأجور وحقوقهم الاجتماعية والمهنية ويحدد بوضوح التراتبية المهنية بحسب الأقدمية والمردودية لكل شخص وهي حالة شاذة في العالم، وكيف لحد الآن لا يوجد جدول وطني يحدد قائمة للصحافيين بحيث لا تبقى المهنة هذه مفتوحة بين عشية وضحاها لمن يأتي يقتات منها أو يغادرها بين عشية وضحاها، لأنه في كل البلدان الأخرى هناك جدول وطني معتمد بأسماء الصحافيين بطاقة وطنية موحدة لكل الصحافيين والتي لا يمكن أن يمارس المهنة إلا بها، ولا يمكن لأي كان أن يسجل في الجدول إلا بعد أن يمر بعدة مراحل من بينها إثبات أن يكون له حد أدنى من تكوين معين، ويمر فترة تربص وتكوين لإثبات قدراته على أداء هذه المهنة كل هذه الأمور مغيبة، وحان الأوان ليكون لنا اتفاقية جماعية، سلم أجور، جدول وطني للصحافيين بطاقة وطنية موحدة للصحافيين وهذه هي المطالب الأساسية التي يجب أن يكرس أي مشروع نقابي نفسه لها.