الخميس، 21 مايو 2009

النهار الجديد تسرق سعد بوعقبة


في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الاعلام الجزائري، دخلت صحيفتان جزائريتان في حرب إعلامية أخذت أبعادا أخرى لتصل إلى رئاسة الجمهورية الجزائرية وبدأت الحرب بعد أن فجّر الصحافي سعد بوعقبة من صحيفة الفجر ما أسماها قضية السطو على معلومات في رئاسة الجمهورية، حيث قام بإرسال أسئلة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلا أن الأجوبة نشرت في جريدة النهار الجديد.
مهدي إيدار


تعود حيثيات هذه القضية إلى السادس من أبريل/نيسان الجاري أي ثلاثة أيام قبل الانتخابات الرئاسية الجزائرية التي تم فيها انتخاب بوتفليقة لولاية ثالثة، عندما قامت جريدة النهار بنشر موضوع تحت عنوان "لأول مرة ..أسرار عن بوتفليقة الرجل!" و تحدث المقال عن الحياة الشخصية للرئيس بوتفليقة منذ تاريخ ميلاده في الثاني من شهر مارس/آذار ،1937 إلى أسرار حياته في القصر الجمهوري وفترة صغره في مدينة وجدة المغربية حيث ولد، وعاداته في وعلاقته مع والدته وعائلته وغيرها من الأمور الحياتية الشخصية.و في يوم السبت 12 نيسان/أبريل فاجأت جريدة الفجر الشعب الجزائري بخبر مفاده أن جريدة النهار سرقت الإجابات الخاصة بالأسئلة التي أرسلها الصحافي سعد بوعقبة من الفجر نفسها، وقام الرئيس بالرد عليها إلا أنها نشرت في جريدة النهار.من سرب الحوار من القصر الرئاسي؟واتهم بوعقبة في تصريح لجريدة الجزائر نيوز، مدير جريدة ''النهار'' أنيس رحماني بالتواطؤ مع أشخاص في الرئاسة، وهذا بتحويل الأجوبة إلى جريدة ''النهار الجديد''.وأكد بوعقبة أن موضوع ''النهار'' الذي نسبت أجوبته إلى مقربين من الرئيس، ما هو إلا خلاصة من محتويات الإجابة على الأسئلة الــ 58 التي وجهها بوعقبة للرئيس.وأرسلت الأسئلة عن طريق عز الدين ميهوبي، كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال، الذي أكد له أن نص الأسئلة وصل إلى يد الرئيس.وبعد ذلك، قال بوعقبة أن مديرة يومية ''الفجر''، حدة عزام، التقت فريدة بسعة، مديرة الإعلام برئاسة الجمهورية الجزائرية في فندق ''هيلتون'' بالجزائر العاصمة، لتؤكد لها أنها تسلّمت نص إجابة الرئيس على أسئلة بوعقبة، من يد محمد الزرهوني مستشار رئيس الجمهورية، وأنها تنتظر الوقت المناسب لتُسلّم النص إلى بوعقبة حتى ينشر في يومية ''الفجر''.كان ذلك يوم الثاني من نيسان/أبريل الماضي. بعد ذلك بأربعة أيام، نشرت يومية ''النهار الجديد''، على صدر صفحتها الأولى ''أسرار بوتفليقة الرجل''.من جهته، كذب رحماني كل ما صرح به الصحفي سعد بوعقبة وهذا في تصريح لجريدة الجزائر نيو مجددا.كرونولوجيا الأحداث حسب جريدة الفجر في 07 آذار/مارس 2009، وجهتُ رسالة باسم جريدة ''الفجر'' إلى السيد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بغرض إجراء حوار ثقافي إنساني حول شخصه.تم ذلك عبر القناة الطبيعية المؤسساتية للدولة وهي: كاتب الدولة لدى الوزير الأول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي. بعد ذلك بأسبوع، جاء الرد عبر الوزير قبل أن تبدأ الحملة الانتخابية، فطلب بإرسال الأسئلة التي يريد الصحفي طرحها على الرئيس. في 24 آذار/مارس 2009، أرسل الصحافي بوعقبة للوزير عز الدين ميهوبي رسالة فيها ثلاث صفحات تحتوي على 58 سؤالا تغطي كل الجوانب الإنسانية في حياة الرئيس. وحرص الصحفي على أن تكون الأسئلة شخصية بحيث لا يجيب عنها إلا الرئيس نفسه. وبعد 24 ساعة، اتصل الصحافي بالوزير ميهوبي، فقال له الأخير "الأمانة وصلت لصاحب الشأن في حينها". وعندما طلب بوعقبة رأيه في نوعية الأسئلة، قال له "ما دامت تحمل توقيعك لا دخل لي فيه". في الثاني من نيسان/أبريل 2009، التقت الإعلام برئاسة الجمهورية، فريدة بسعة، بمديرة ''الفجر''، وبشرتها بأن الرئيس رد على أسئلة الحوار وأنها بحوزتها وأنها تنتظر الوقت المناسب لتسلمها للجريدة وأن الزرهوني سلم لها الإجابة.وفي يوم السبت السادس من نيسان/أبريل، نشرت جريدة ''النهار الجديد'' نصا مطولا قالت إنها استقته من مقربين من الرئيس، ويتحدث عن جوانب من حياة الرئيس وهو عبارة عن خلاصة مستخلصة من محتويات الإجابة عن الأسئلة 58.فتم الاتصال أولا ببسعة، فقالت بأن اجتماعا عقد حول ما نشرته ''النهار الجديد''وأن ما نشر لا يعكس الحقيقة!و بعد ذلك بيومين، اتصل بوعقبة شخصيا بالوزير ميهوبي لإبلاغه بما حصل، فوجد الوزير خالي الذهن تماما مما حصل ووعد ببحث الأمر. في اليوم التالي، التقى الصحفي بالوزير في حفل الاستقبال الذي أقيم على شرف الصحافة الوطنية والدولية التي جاءت لتغطية الانتخابات الرئاسية، واستفسر عن الأمر فقال له الوزير ان ما حدث أمر غريب.وتبقى المسألة عالقة حتى نشر هذا المقال. ----------------------الاسئلة التي طرحتا جريدة الفجر للرئيس بوتفليقةأولا:مرحلة المدرسة ـ في أي سن دخلتم المدرسة؟ وأين؟ ـ في أي سن بدأتم قراءة القرآن الكريم؟ ـ من هو زميلكم الأول في مقعد الدراسة، وهل ما يزال حيا؟ ـ ما اسم أول أستاذ أو معلم تحتفظون بذكره؟ ـ أين كنتم تجلسون في القسم في الصف الأول أم في المؤخرة؟ ـ كيف كانت علاقتكم مع زملائكم في القسم؟ ـ ما هو ترتيبكم في أول امتحان في القسم؟ هل مارستم التشويش في القسم؟ ـ ما هي أحب المواد الدراسية لكم؟ ـ ما هي المادة الدراسية التي كنتم تكرهونها؟ ـ ما هي الأنشطة المدرسية التي كنتم تمارسونها في المدرسة؟ ـ ما هي أطرف قصة لكم مع المدرسة؟ ثانيا: مرحلة الشباب ـ هل كنتم تمارسون الرياضة في شبابكم؟ ـ ماهي رياضتكم المفضلة؟ ـ هل تحسنون السباحة والرماية وركوب الخيل؟ ـ هل مازال عندكم الحنين إلى المكان والزملاء في المدرسة والثانوية، وهل تتواصلون معهما الآن؟ ثالثا:مرحلة الثورة ـ كيف تلقيتم خبر اندلاع الثورة في أول نوفمبر 1954؟ ـ كيف كان أول اتصال لكم بالمجاهدين، وأين؟ ـ ما نوع السلاح الذي كنتم تحبون حمله؟ ـ ما هو أغرب موقف واجهتموه في الثورة؟ ـ كيف تعرفتهم على كل من بومدين وبوصوف وكافي وابن بلة؟ ـ كيف تلقيتم خبر وقف القتال في 19 مارس 1962؟ ـ أيهما أحب إليكم: رائد جيش التحرير أم وزيرا في حكومة الإستقلال؟ رابعا: العلاقة مع الثقافة ـ هل لديكم مكتبة خاصة في المنزل؟ ـ كم عدد الكتب فيها؟ ـ ما هو أول كتاب قرأتموه؟ وآخر كتاب؟ ـ من هو كاتبكم المفضل من العرب... ومن العجم؟ ـ يذكر عنكم أنكم تحبون شعر المتنبي، فلماذا؟ ـ هل تسمعون الموسيقى والأغاني؟ ـ من هو المطرب الذي تحبون الإستماع إليه؟ ـ ما هو أحسن فيلم سينمائي جزائري في نظركم؟ ـ ما هي أحب اللغات إليكم؟ ـ زرتم العجائب السبع فما هو المعلم الذي تحنون إلى زيارته ثانية؟ ـ ما هي أهم المدن التي تسعدكم الإقامة بها؟ ـ ما هو الكتاب الذي ندمتم على قراءته؟ ـ هل أنتم من هواة اقتناء التحف الفنية؟ خامسا: العلاقة مع المشاهير ـ من هو الزعيم العالمي الذي أسعدكم لقاؤه؟ ـ من هو الزعيم العالمي الذي سقط من عينكم بعد لقائه... ولماذا؟ ـ ما هي أهم طرفة إنسانية أو سياسية حدثت لكم مع زعيم؟ ـ كيف شعرتم وأنتم تقابلون لأول مرة الجنرال ديغول الذي كنتم تحاربونه؟ سادسا: العلاقة مع الأهل ـ يذكر عنكم أنكم نموذجا في صلة الرحم فهل هذا صحيح؟ ـ ما الذي يحب الرئيس أن يتحدث فيه مع الأهل؟ ـ يذكر عنكم أن قداسة الوالدة لديكم تأتي بعد قداسة الله والوطن فهل هذا صحيح؟ ـ هل حدث أن غضبت عنكم الوالدة؟ متى ولماذا؟ ـ ما هي الأكلة المفضلة لديكم وتشتهون أكلها من يدي الوالدة؟ ـ هل حدث أن أكلتم علقة من الوالدة متى ولماذا؟ سابعا: أسئلة خارج السياق ـ من هو مثلكم الأعلى بين زعماء الوطن؟ ـ من هو مثلكم الأعلى بين زعماء العالم؟ ـ ما هو الأمر الذي فعلتموه وندمتم عليه؟ ـ ما هو الأمر الذي تتمنون فعله؟ ـ هل حدث أن خالفتم قانون المرور؟ ـ متى حصلتم على رخصة السياقة؟ ـ من هو الوزير الذي تمنيتم ألا يكون عضوًا في حكومة الجزائر؟ ـ هل تقرأون الصحف ومتى؟ ـ ما هي القناة التلفزيونية المفضلة عندكم؟ ـ كم مرة زرتم البقاع المقدسة؟ ـ في أي سن بدأتم أداء الصلاة؟ ----------------------مقتطفات مما نشرته جريدة النهار حول الرئيس"ولد عبد العزيز في الثاني من مارس 1937 بمدينة وجدة المغربية، ابن احمد وغزلاوي منصورية وهو ابن الزوجة الثانية، تربى وترعرع في وجدة، ودرس بمدرسة سيدي زيان، وبعدها بمدرسة الحسينية التي أسسها الملك الحسن الثاني الذي كان أميرا آنذاك، كان يدرس بالقرب من حمام جردة الذي تعود ملكيته لوالدته، حفظ القرآن بكتاتيب وجدة، على يدي والده الذي دأب على تعليمه الخطوات الأولى للقراءة، انضم إلى فرقة المسرح بالمدرسة وشارك في قطعة مسرحية ''تحرير حر من طرف عبد''، تعلم بوتفليقة منذ نعومة أظافره الصلاة وعمل على مراعاتها، يقول مقربون منه أن أول كتاب قرأه هو المصحف الشريف، الذي حفظه منذ الصغر، تعلم ركوب الخيل والرماية والسباحة، وترعرع في الزاوية القادرية بوجدة، أما دراسته الثانوية فتابعها بثانوية عبد المومن دائما بوجدة، حيث كان نابغة زمانه بمعدلات ممتازة في مختلف الأطوار.. وهناك انضم إلى صفوف جيش التحرير الوطني. ""وفي سنة 1960 توجه ''عبد القادر المالي'' إلى الحدود الجنوبية لقيادة جبهة المالي، التي جاء إنشاؤها في إطار التدابير التي كانت الغاية منها إحباط مساعي الاستعمار الذي كان يسعى لتقسيم البلاد، أما في سنة 1961 انتقل سريا إلى فرنسا في إطار مهمة الاتصال بالزعماء التاريخيين المعتقلين بمدينة اولنوا.وبالولاية الخامسة، وعند تقلده منصب مراقب عام، تعرف بوتفليقة على الرئيس الراحل هواري بومدين، وأعجب كل منهما بالآخر، فتكونت بينهما صداقة دامت إلى غاية استقلال الجزائر، ثم بعدها إلى غاية وفاة الرئيس هواري بومدين... أما عن السياقة فقد حصل بوتفليقة على رخصة السياقة في السنة الأولى بعد الاستقلال.. غير أنه لا يهوى السياقة كثيرا.""من أكثر ما يحافظ عليه بوتفليقة هو الجو العائلي الذي يحافظ عليه منذ الصغر، يعتبر والدته أكبر مثل له في الحياة، ويذكر وزراء تحدثوا لـ''النهار'' أن بوتفليقة كلما التقى بأحدهم إلا أوصاه بوالدته، وهو ما جعلهم يكنون له الحب الكبير... ورغم أن بوتفليقة ليس كبير العائلة، غير أنه يحظى باحترام الجميع، ويتم استشارته في كل كبيرة وصغيرة، خاصة في حياة أبناء عائلته، ما جعل الجميع يناديه بـ ''سيدي حبيبي''، نظرا للمكانة التي يكنونها له في قلوبهم..أما في رمضان، فيعتكف الرئيس ويواظب على قراءة القرآن وأداء الصلاة.. لا يحب الأكل كثيرا في هذا الشهر الفضيل، أدخل في عاداته الرمضانية الجلسات الرمضانية التي يخصصها للاستماع لوزراء الحكومة، حيث يمنح كل واحد منهم ليلة لتقديم حصيلته، ويا ويل من كانت حصيلته سلبية، ويقال أن الرئيس في السنة الأخيرة، لم يكن يسعى لسماع الحصيلة، وإنما كان يود غرس عادة فضيلة في وزرائه، وهي اللقاء العائلي خلال الشهر الفضيل... يقضي الشهر مع عائلته ووالدته... مع المواظبة على قراءة القرآن وختمه في الشهر أكثر من مرة."
_uacct = "UA-3273187-1";
urchinTracker();

بعد امتلاكه لصحف "دار الصباح" التونسية: رئيس دولة قادم على مهل
بعد تواتر الأنباء والإشاعات، بلغ الخبر اليقين. حيث تأكد تملّك رجل الأعمال التونسي فهد صخر الماطري دار "الصباح" المعروفة، وبعد الإعلان الرسمي عن اقتناء مجمل رأسمال الدار التي تُصدر صحيفتين يوميتين واسعتي الانتشار هما "الصباح" الناطقة بالعربية و"لو تان" الناطقة بالفرنسية وجريدتين أسبوعيتين ناطقتين بالعربية هما "الصباح الأسبوعي" و"صباح الخير". الصفقة أثارت زوبعة في الوسط الإعلامي الذي تأكد يقينا أن صرحا كان بالإمكان أن يوفر هامشا من الاستقلالية والحرية الإعلامية ولو نسبيا، سقط هو الآخر بيد السلطة الحاكمة

ليست هناك تعليقات: